بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

محمد عيد يكتب .. أبغي الرحيل

-

وحدي أواجه العواصف، أواجه المواقف، أحارب الظروف.. لا أرغب أبدًا ولا أقبل أن يحملها معي أحد، وإن أخذت معه قسطًا من الفضفضة مثلًا، أو حتى أعرته جزءًا من اللامبالاة ليشعر بأنني لا أملك في خزانتي أية هموم، لا أحمل في حافظتي آلامًا أو أمورًا في أهمية ما يحمله هو، فيظن أنني بين يديه وقتما شاء، أو وقتما أمر.

لا عذر لدي، ولا مبرر، ولا حتى فرصة، أبقى في الخدمة وتحت الطلب، وهذا لا أدخره أبدًا، لكن أحيانًا يكون الأمر خارج السيطرة، وهذا لا يسمح لك أبدًا أن تجعلني محطة سخرية، فالآن أنا في مرحلة صعبة، من يسقط من بين يدي لا انتظر حمله مرة أخرى، فقط أسير وأكمل في الطريق غير عابئًا به.

ليس ذلك تهديدًا على الإطلاق.. إنما تحذير حول ما أمر به، أنا الآن لا أشعر بقيمة الأشياء، لا أعرف ماذا تعني كلمة فرحة، أو صديق، أو أيًا كان، أعيش في تلك الحياة، كعقارب الساعة لا تقف ولا تعود للخلف، ولا تنتظر، ولا تحقق شيئًا أيضًا.

لا وقت لدي للوم، رغم أن ذلك يتعبني، ويؤلمني، يبغضني حتى نفسي التي باتت سيئة، ومسيئة، ومساءة بها.

الآن أبغى الرحيل، عن الجميع وفي هدوء، دون سخرية من أحد، دون لوم أو عتاب، أو أذى نفسي متبادل، أحمل ذكرياتي وقلبًا مات نبضه، فالقلوب الصادقة صامتة مضرة بصاحبها الآن، لا تدفع عنه البلاء ولا تدافع عنه وقت الشدة.
اكتئاب ليالي الشتاء....