بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد فياض يكتب : ثقافة الدولة لسانها الإعلام وإعلامنا ”يهبط بنا”

-
 
%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6



بقلم |  أ.د : محمد فياض | أستاذ دكتور هندسة البرمجيات بجامعة سان هوزية بكاليفورنيا..

الإعلام فى أى دولة فى العالم هو منبر حريتها وصوت شعبها وفكر حكومتها ونبض مجتمعها، فإذا نجح فى القيام بدوره الحقيقى على أكمل وجه وأثبت وجوده كانت الدولة آمنة مستقرة مرفوعة الرأس، فيزداد الشعور بالانتماء والولاء والتفاخر والاحترام بين أبنائها.

ولا شك أن حالة الفوضى التى اجتاحت إعلامنا المصرى بكل أشكاله المختلفة تهدد بانهيار مستقبل الوطن لما يفرزه على الرأى العام من أفكار سطحية هدامة وأخبار كاذبة وادعاءات مغرضة، حتى أصيب الشعب بالتسيب والتخبط وعدم الثقة والازدواجية، بعد أن تحول إعلامنا من أداة لبناء العقول وإنارتها إلى آلة هدم لتجريف الثوابت المصرية الوطنية منها القيم والأخلاق والدين والتربية، فكان سبباً فى الانحطاط وانقسام الأسر وانتشار الشائعات الكاذبة والمسيئة لكل مواطن مصري، بل لوطننا الحبيب، وأصبح الإعلام المصرى غير المهنى وصمة عار؛ يقلب الحقائق ويعكسها ليسقط مشاهديه وقراءه فى دوامات الانهيار والإسفاف لإغراقهم.

الاعلام الهابط هو الأعلام الموجود في وطننا العربي بكل قوة وجبروت دوما ما نسمع الشعارات التي لا تنتهي وكلهم لا يتحدثون إلا عن الصدق وعدم المراوغة ومشابه من أكاذيب تملا شفاهم دوما.

انه حقا هذا الأعلام الفاشل الهابط دوما مراوغ ويبتعد كل البعد عن قول الحقيقة شعارات دوما فقط ما نسمعها ولا نجد على أرض الواقع الا كذب ونفاق وتضليل.

بالطبع إنه ” الإعلام” ذاك المراوغ الذي صدّع روؤسنا بشعاراته المكررة ، وفي كل مرة نركض خلفه عميان البصر والبصيرة وينتهي بنا الطريق إلى النهاية ذاتها، لنجد أنفسنا أمام مسخ إعلامي يشهر زيفه في وجوهنا فنسقط أمامه رافعين راياتنا البيضاء  !

لا أرغب في الخوض بالحديث عن زيف الإعلام وتبرير أفعاله ، ولكن سأحاول خلق حلول للتصدي له بطرق مختلفة !

كيف تحمي نفسك من الأعلام الهابط.

1-  عقلك هو ما ميزك الله بك عن غيرك من سائر المخلوقات إذن لماذا لا تفكر وتصير وراء هذه الخرافات والشعارات الخرافية؟

2-  حاول ان تسير بمبدأ كلهم كاذبون في أي خبر تقرأه او تسمعه من الأعلام كذبه ولا تصدق حتى وإن كنت على ثقة من الخبر ولكن كذبه حتى تثبت لك الحقيقة الكاملة فكر دوما بالمنطق في الأحاديث وفي الأخبار التي تسمعها وتقرأها لابد ان يعمل عقلك في تفسير كل شيء من حولك وكذبهم حتى يتضح لك الصدق

3-  دوما اهتم بالقراءة وان تكن انسان مثقف املأ عقلك بالكثير من المعلومات لا تكن انسان تافه فارغ العقل فلذلك ستصدق كل ما يتلو عليك ولكن إن كنت انسان مطلع صاحب عقل وصاحب معلومات ستعرف كيف تفكر جيدا في كل ما تسمع وترى من أخبار بمعنى أخر كن انسان قادر على التحليل والتفكير الصحيح والسليم فأنت بهذه الخطوة تقم بعمل سد منيع امام مرض الأعلام

4-  لماذا لا تفكر في ان تصبح انت الأعلام النظيف والهادف لا تفكر في إنشاء جريدة أو إنشاء قناة تليفزيونية جديدة ففي مجتمعنا يعلموا جيدا ويستطيعوا محاربة كل ما هو هادف ومثالي ويحاول ان يدخل برسالة حقيقية إلى المجتمع بل اصنع بنفسك وبعقلك الأعلام الهادف والحقيقي لكل من تقابله في حياتك.

5-  فكر في انشاء مثلا قناة خاصة على اليوتيوب انقل من خلالها الأخبار الصحيحة والهادفة إلى المجتمع وستجد الملايين من المتابعين لك وهم أيضا يحاولوا البحث عن الحقيقة.

6-  إن كنت لا تملك القدرة ولا تملك الكاريزما لتبث قناة يمكنك انشاء صفحة خاصة على مواقع التواصل او موقع خاص بك تقوم به بعرض كافة الأخبار التي تدور في عقلك وتراها منطقية بدرجة كبيرة.

هناك الكثير من الطرق والأفكار التي تساعدك من الوصول إلى نشر المعلومة بشكل صحيح ولكن إن كنت لا تستطيع فحاول ان تغلق فمك وتسكت وستمتع إلى الأخبار فقط.

السينما القاتلة

مما لا شك فيه أن ظاهرة البلطجة المنتشرة في المجتمع أصبحت تؤرق الكثيرين، خاصة الأهالي الذين يرون أن  السينما الهابطة التي انتشرت حاليا أفرزت شباباً عنيفاً لا يتحمل بعضه، وأصبح يمارس العنف في كل مكان،  بالشارع، بالمدارس ،حتى بين الأهل والأسرة .

أصبحت البرامج الحاوية للقتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة وشتى أنواع العنف ظاهرة خطيرة ومريبة في التلفزيون، وغيره من وسائل الإعلام، وانتشرت هذه البرامج انتشاراً سريعاً وكبيراً، وصار كثير من المخرجين لا يقبلون عملاً إلا إذا حوى هذه المشاهد المثيرة.

الراقصة والبلطجى والألفاظ الإباحية والإيحاءات الجنسية وأغانى مهرجانات وأفلام هابطة ، أصبحت السمة الرئيسية للثقافة فى المجتمع المصرى  الذى أصبح يعيش عصراً من إنحطاط الأخلاق ، فرغم قيام ثورتى 25 يناير و 30 يوينة والمعروف بعد الثورات يتغير تفكير المجتمعات ، أصبح الشعب المصرى يعيش حالة من إنعدام الأخلاق والذوق العام .

وأصبح من يتلفظ بألفاظ قبيحة أو يعرف “لغة ” كما يقول الشباب هو الأفضل والمثل الأعلى الذى يجتمع الشباب حوله ، حتى تحول الشباب والأطفال المصريين إلى شباب وأطفال غربيين يرتدون ملابس الغرب ويتفوهون ألفاظهم بل وأقبح منهم ، والأفلام الهابطة وخاصة أفلام “السبكى ” والتى تصور المجتمع على أنه مجتمع منحدر بدرجة كبيرة لما تتضمنه تلك الأفلام من راقصات عاريات وبلطجية وكثير من الألفاظ الإباحية ولإيحاءات الجنسية المثيرة .

ومما لا ريب فيه أن هذه المشاهد كان لها أثرها الخطير في تربية الشباب، فتأثيرها ثبت من خلال دراسات كثيرة، وخاصة عند التعرض المنتظم لها، حيث كانت عاملاً مهماً في نشوء السلوك العدواني عند الأطفال.