بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

لكل اسم حكاية.. مدينة بورفؤاد أنشئت بفرمان خديوي وامتداد سكني في بورسعيد

-

كتبت ريهام الحجاج

ترجع فكرة إنشاء مدينة بورفؤاد في بورسعيد، إلي قرار إدارة كوبانية قناة السويس بإنشاء مدينة جديدة على الضفة الشرقية " الآسيوية " لمدينة بورسعيد، عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى بهدف تسكين العمال والموظفين العاملين بها.

وبدأ تنفيذ إنشاء بورفؤاد فى عام 1920 , على مساحة 682 فدانا .وتم أنشاء حوالى 300 مسكن كبدايه للعمران السكني .

ولم
يكن قد أنشئ فى هذه الناحية فى ذلك الوقت سوى مبنى الحجر الصحى الذى تم
انشاؤه فى عام 1901 .وكان الافتتاح الرسمي للمدينة فى 21 ديسمبر من عام
1926 ، وحملت اسم فؤاد ، الملك الحاكم وقتئذ .

وخططت بورفؤاد على
نمط المدن الحدائقية ، وهى عبارة عن نسيج عمراني فى صورة مربعات ، تخترقها
خطوط مائلة بزاوية 45 درجة ، وفقا للقواعد التى كانت تدرس بمدرسة الفنون
الجميلة بباريس . وتتميز شوارعها بالاتساع وتكسوها الخضرة ، وتزينها
الأشجار ، كما زودت بمتنزه جميل .

وخصص بالمدينة حيان الأول حي سكني
للعمال والموظفين ، عبارة عن مساكن شبه متلاصقة ارتفاعها دوران . وتم
تخصيص حديقة صغيرة لكل مسكن مزروعة بالأشجار التي نضجت الآن وتقدمت فى
العمر ، وتكثر بها أشجار المانجو .

وكما جرى العرف فى كل مدينة
عمالية منظمة ، أن المنازل التى تقع على النواصى او على رأس الشارع تكون
مخصصة لرؤساء العمال ، بحيث يتمكنون بهذه الطريقة من متابعة العمال
التابعين لهم بسهولة أكثر .

كانت هناك طريقتان لبناء هذه المساكن ،
فهناك الشريحة الأولى المخصصة لمساكن الموظفين التى بنيت بالحجر الرملى،
تصل بينها فواصل كبيرة ظاهرة ، وكانت الشرفات تبنى بالخشب .

اما
الشريحة الثانية المخصصة لمساكن العمال ، فتمتد على مساحة أوسع بكثير ، وهى
مكونة من منازل تبدو متشابهة مع مبانى الشريحة الأولى ، وان كانت قد بنيت
من قوالب الطوب الأسمنتى ، وهى ذات شرفات تحملها كوابيل من الخرسانة
المسلحة ، ويفصل هاتين الشريحتين السكانيتين طريق فسيح تكتنفها الأشجار من
الجانبين بصفة عامة ، فان الثراء فى عناصر اللاند سكيب والزراعات ، وتميز
المباني القائمة ، لخير دليل على وجود رغبة صريحة وواضحة لتكوين مجموعة
عمرانية ذات سمات متنوعة ومتميزة . بما يدل على غنى إمكانيات شركة القناة
من جانب وعلى مدى الاهتمام الذى كانت توليه الشركة لراحة العاملين بها من
جانب آخر .

وجاء الحى الآخر ، ويقع على مسافة قريبة من هذه المساكن ،
ليخصص مجتمع سكنى الكوادر الأعلى من القباطنة والمهندسين والإداريين فى
الوظائف العليا ، وهى عبارة عن فيلات لكل منها تصميم مميز ومختلف عن بعضها
البعض ، وتعزل الواحدة عن الأخرى بحدائق فسيحة ، تحيط بها من كافة الأرجاء .

وتصل
بينها شوارع تكاد تكون مخصصة لها . أما أجملها، والتى يمكن تمييزها اليوم
عن طريق المصبعات الخشبية الكبيرة التى تحجب شرفة الطابق العلوى وجمال
الطراز المعماري وروعته و صلاحيته الصحية وقع الأختيار عليها كمقر للراحل
محمد أنور السادات رئيس الجمهورية بغرض الاستجمام .