بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الشاعرة والاديبة غادة السمان: كرهت أغسل فراقنا ببقايا الكحل والدموع

-

كانت القسوة خطيئتك وكان الكبرياء خطيئتي وحين إلتحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما... فقد كانت رسائلك تشتتنى ..فهى دائما ما تقول  .... آه ..... لا تذهب , لا تحضر , لا تقترب , لا تبتعد , لا تهجرني , لا تلتصق بي , لا تضيعني ....آه لا تعتب يا غريب ليس صحيحاً أنني نسيتك , لكنني كرهت أن أغسل فراقنا المحتوم بالدمع وبقايا الكحل , وألفه بكفن كلمات الوداع التقليدية , لذا أشعلت فيه نيران الكبرياء ورميت برماده في البحر حفنة من الصمت واللامبالاة... عمر الكبرياء عندي اطول من عمر الحب ودوما كبريائي يشيع حبي الى قبره

لكن  بالامس ، التقيت بالرجل الذي
أقسمت له مرة من زمان... أنني سأحبه إلى الأبد، ولن أنساه...التقيته ولم أتعرف عليه!
نسيته ذلك النسيان المثالي الفاتر المحايد! ..ارتبكت. صار حضوره نصباً تذكارياً لضعفي
البشري.

منذ عرفتك ..عادت السعادة تقطنني ....لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً وتشرق علينا شمس واحدة.. لقد كنت في بدني طوال الوقت ، في شفتي ، في عيني وفي رأسي ، كنت عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود ، إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك ، وحين أرى منظراً أو أسمع كلمة أو أعلق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني ، كأنك واقف إلى جواري ويدك في يدي ، رأيت فيكَ كل ما أُريد ..كل مَا أحتاج كل مَا أحب ..!وأحياناً ما لا أطيق ..وهكذا أحببتك .. لقد عرفت الضوء و الحب و الفرح ......و انا أرحل من كوكب الى آخر ...و من جرح الى آخر .... و من حريق الى زلزال الى انهيار ..الى رحلة صيد في قاع البحار ... الدخول الى قلبي عسير يا سيدي... لأن الخروج منه مستحيل..!!!!