بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

النائبة نادية هنري تتساءل: متى نتجاهل العلماء والخبراء ونصدق الوزراء وننتهك الآثار والتاريخ

-

كتب صالح شلبى

إلى متى نجد أخبارا تتباهى باكتشافات وإنجازات عظيمة ثم يؤكد لنا أهل
العلم أنها كوارث وليست إنجازات أو انها أوهام غير حقيقية ، إلى متى يتجاهل
الوزراء أعضاء مجلس النواب ويرفضون الرد على تساؤلاتنا وطلبات الإحاطة
التي نتقدم بها كممثلين عن الشعب لتوضيح الحقائق والرد على الادعاءات أليس
من حق الشعب أن يفهم وأن يحاسب الوزراء بل على العكس يتم توزيع منشور عام
لكافة مسئولي وزارة الآثار بمعاقبتهم حال الحديث عن أي تجاوزات تحدث داخل
الوزير في تكميم واضح لأفواه الموظفين.

فعلى الرغم من أنني قمت
بتقديم طلب إحاطة أتساءل فيه عن كيفية قيام السيد الدكتور وزير الآثار
بالإعلان عن إنجازات مثل نقل حمام تل الحير بشمال سيناء إلى المتحف شرم
الشيخ ثم يؤكد لنا خبراء الآثار بأن هذا قرار كارثي حيث أن هذا الحمام
المقام بالطوب الاحمر علي مساحة ضخمة تبلغ 465 مترا مربعا، يغطى مساحته
(19× 16متر) والذي تم اكتشافه عقب الانتصار وعودة سيناء للسيادة المصرية
وعلى الرغم من أن إسرائيل أقامت ممر الدبابات على بعد عشرات من هذا الحمام
إلا أن الله حفظة ليبقى شاهدا على التاريخ.

كما يتعارض هذا القرار مع مبادئ ومواثيق الحفاظ على التراث العمراني، ويهدر القيم الحضارية لشبه جزيرة سيناء ويتسبب في طمس هويتها وتفريغ لآثارها ويهدد الأمن القومي المصري كما أكد الخبراء استحالة نقله لمتحف شرم الشيخ فلا يمكن نقل وتركيب حمام مكون من حوالي 35 ألف طوبة من الطوب الأحمر وبالتالي تفكيك هذه الحجارة ونقلها وإعادة تركيبها هو بمثابة تدمير وطمس لقيمة هذا المعالم التاريخية والحضارية إلا أن السيد الوزير لم يرد على طلب الإحاطة ولم يفند ادعاءات الخبراء.

ومنذ يومين تم الإعلان عن عثور البعثة المصرية
العاملة في مجال الحفائر، بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر على اكتشاف أثري
هام جدًا، بمنطقة العساسيف الأثرية والتي تقع بالقرب من معبد الملكة
حتشبسوت، حيث أعلنت البعثة أنها اكتشفت العديد من المقابر الأثرية
المكتشفة تتضمن مقابر من الأسرات 18 و 25 و 26 ، والتي تغطي الفترة تقريبًا
من 1550إلى 525 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث حيث عثرت البعثة المصرية
على 7 توابيت أثرية، وآخر صغير الحجم خشبي.

إلا أن العديد من الخبراء والأكاديميين في مجال الآثار وخصوصا في منطقة الأقصر يؤكدون أن توابيت العساسيف هذه ليست كشفا اثريا جديدا وإنما هي عملية تخزين لآثار واكبت حرب ١٩٦٧ ومن المفترض أنها موثقة في سجلات مصلحة الآثار بالعدد والوصف والتاريخ، كما أن طبيعة الكشف نفسها تتعارض مع أسلوب الدفنات الجماعية أو تجمعات الخبايا المعروفة والتي ترجع للعصور المصرية القديمة؛ فالتوابيت المعثور عليها حديثا كانت مرصوصة في طبقتين واحدة فوق الأخرى وهو ما يتنافى تماما مع فكر ومعتقدات وأسلوب المصري القديم.

طالبت النائبة نادية هنرى من السيد الدكتور وزير الآثار بتوضيح الحقائق أمام كافة خبراء الآثار حفاظا على التاريخ وعلى سمعة ومكانة مصر وحماية لأثارنا.