بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

هايدى فاروق : تكتب لبوابة الدولة الاخبارية ”تأمين إجباري على الطلاق ”

-

وثيقة تأمين إجباري على الطلاق , نعم عزيزي القارئ لقد قرأت الجملة
بطريقة صحيحة لا داعي من أن تفرك عينيك أو تذهب لإحضار نظارة القراءة أو
تعيد القراءة مرة أخرى.

أنها إحدى المحاولات التي تبذلها الدولة
للحفاظ على الأسرة المصرية , فارتفاع نسب الطلاق عام بعد عام أمر صادم
وقاسى , و تحاول مؤسسات الدولة السيطرة عليه بشتى الطرق.

في البداية دعونا نوضح ما هي وثيقة التأمين على الطلاق؟

طبقا لتصريحات المستشار خالد النشار نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية فهي عبارة عن إصدار وثيقة تأمين إجباري على الطلاق، يسددها الزوج على أقساط محددة قبل الزواج، على أن يتم صرفها للزوجة المطلقة، لكن الأمر كله لا يزال تحت الدراسة فلم تحدد قيمة التعويض ولا الأقساط.

الوثيقة ستكون ( ضمان ) لما بعد الكارثة , ولكن ماذا فعلنا لمنع الكارثة ؟

الوثيقة
هي ضمان جيد في ظل مجتمع أصبح يتعامل مع الزواج والطلاق باستهانة فكان
لابد من ضمان حقوق المرأة التي في اغلب الأحيان تكون هي الطرف المظلوم.فلا
احد ينكر أن هناك معاناة حقيقية للمطلقات ، جزء كبير منها معاناة مادية ،
خاصة مع امتناع الأزواج عن دفع النفقات..

لكن أيضا ونحن نعد هذه الوثيقة يجب أن لا تصبح عبء على الشباب وتساهم في هروبهم من قرار الزواج.

فللأسف الكثير من السيدات والرجال فيما يخص الزواج يتحايلون على أمور عده, على سبيل المثال نجد المؤخر أصبح يقيد في صورة إيصال أمانه هربا من النسبة التي يحصل عليها المأذون .

بعض من النساء المطلقات والأرامل
ممن يحصلن على معاش والد أو زوج متوفى يلجئن لعدم توثيق عقد الزواج
الثاني كي يضمن استمرار الحصول على المعاش .

حتى الشهادات الطبية التي تطلب قبل عقد القران والتي هي في مصلحة الطرفين يتم تزويرها والتحايل عليها, للأسف التحايل هو ثقافتنا.

وأخشى أن يجد الشباب مخرجا لهذه الوثيقة أما بالتحايل عليها أو بالعزوف عن الموضوع ككل أو إذلال الزوجة كي تتنازل عن حقوقها أو تترك بطلقة شفهية دون التوثيق.

لذلك فأنه يجب أن يكون هدفنا الأساسي منع
الكارثة, الحفاظ على هذا الرباط المقدس , تماسك الأسرة وسعادتها , تنشئة
جيل سليم نفسيا من الأطفال وهذه الأهداف لا يضمنها مال العالم كله.

الزواج
والطلاق لا يرتبط نجاحهما على المال , الفلوس مهمة لإتمام كلاهما
لكنها ليست ضامن للنجاح فنسب الطلاق بين الأثرياء مرتفعه أيضا . فهل
سيردعهم دفع قيمة شهادة التأمين !!

الطلاق فيروس أصاب كبد المجتمع

واعتقد آن السبب الرئيسي لارتفاعه يرجع لأننا نختار بشكل مشوش ولأهداف غير واضحة وقد يتخذ البعض منا أسباب دنيئة جدا .

فاغرب ما سمعته مؤخرا هو الزواج للحصول على عضويات الأندية!!

وهو أمر غاية فى الرخص فكيف لرجل أو امرأة أن يختار شريك حياته من أجل الحصول على عضوية نادي !!

قبل أن نفكر في استصدار وثيقة تأمين على الطلاق سيتحايل الكثير عليها , علينا أن نصلح أهدافنا وتربيتنا ونفكر ونعقل, نكون أكثر مصداقية وشفافية مع أنفسنا ماذا نريد من الزواج؟ كيف نحافظ على العهد (الوثيقة الربانية) والتي لا تضاهى قيمتها قيمة اى بوليصة تأمين .

هايدى فاروق : كاتبة صحفية بمؤسسة روزليوسوف