بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

عزيزتى المطلقة..الزواج الثاني ليس تجربة خطيرة وإنما سنّة حياة تطبق

-

نانى فؤاد

قالت فى رسالتها أننى أقترب من الاربعين عاما ، تزوجت وأنجبت ولم تدم حياتى الزوجية قبل الطلاق سوى عام ولم أحصل على الطلاق وحريتى وكرامتى التى فقدت على يد إنسان لا يعرف قلبة العاطفة ولا الضمير، الا بعد سنوات قضيتها فى بيت اهلى ،حتى أننى كرهت الرجال ، وأخذت عهداً بعدم الزواج مرة أخرى حتى شاءت الاقدار أن التقى بشخص ،مهذب مثقف الى أقصى درجة ، قد غمرنى بنهراً من الاحاسيس والمشاعر الفياضة تجاهى، لكننى رفضت عرضة بالزواج ، خوفاً من فشل تجربة الزواج مرة أخرى ، حتى لا أحمل لقب مطلقة للمرة الثانية، لكننى فى نفس الوقت أشعر تجاة بالمصداقية والحنين، فماذا أفعل؟؟

عزيزتى صاحبة تلك الرسالة ، فى البداية أعلمى جيداً ، أن الزواج
الثانى  هو حصنا لكى ولكل أمرأة مرت بظروفك
بشرط الاختيار الجيد، فالمرأة بحاجة الى من يساندها، ويشعرها بالامان والاستقرارالاسرى
الذى لا يتحقق الا من خلال رباط الزواج، 
وأعلمى إن الحياة لا تتوقف على أشخاص أو تجارب مهما كانت سيئة ويجب أن تفتحى
قلبك من جديد للتجارب وحاولى التغلب على مخاوفك .

عليكى بالايمان أن الزواج الثاني ليس تجربة خطيرة وإنما سنّة حياة تطبق.. فقد كان الصحابة لا يتركون الأرملة ولا المطلقة بدون زواج بعد العدّة

من الطبيعى أن نتعلم من تجاربنا السيئة ونستفيد منها فى كيفية الاختيار وتفادى
الأخطاء الأولى، ولكن لا يجب أن تقف التجربة السيئة عائقًا أمام مواصلتنا للحياة".

عزيزتى المطلقة ،الكل يعلم أن هناك  مسافة طويلة تفصل بين حدوث الطلاق واستعادة الثقة بالنفس بالنسبة لكى تماماً مثل المسافة التي تفصل بين التدمير والبناء، لكن عليكى تجاوز تلك الازمة بأقل الخسائر والتفكير في بداية جديدة ، وتغيير تلك النظارة السوداء  التى تنظرين بها الى الرجال ، وربما يكون طلاقك بداية لأسلوب جديد مع الحياة ليجلب السعادة لكى أكثر من ذي قبل

 أجعلى في حياتك مقياساً جديداً للرجل  ،وأطردى فكرة أن الجميع متشابهين فهم ليسوا سواء!، وأعلمى أنّ الحياة لن تتوقف بسبب طلاقك؛ فالعمر يمضي بسرعة وينبغي عليكى استدراك هذه الحقائق قبل فوات الأوان ،وقبول الواقع ومحاولة تقصير المسافة بين الهدم والإعمار من جديد من خلال رسم معالم الحياة ما بعد الطلاق"وإستعادة الثقة المفقودة فى نفسك، وعدم إطلاق الحكم بالسوء على الرجال جميعهم، أو أنّ الحياة خلت من الرجال المميزين الرائعين.

وخلاصة الكلام.. مهما كانت الأسباب الدافعة للطلاق في الزواج الأول والتي تبعث
الخوف من التجربة الثانية (الكذب – الخيانة – الغيرة – الشك – عدم التكافؤ – الجفاف
العاطفي – البخل – انعدام الحوار.. إلخ) فإن الحياة أقصر من أن نقضيها في غياهب الندم
والحيرة والخوف.. فلتُطوَ صفحة الماضي ولتُضمَّد الجراح.. والخطوة تحتاج بعض شجاعة
وكثير من التوكل على الله