بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

نيللي قسيس: ”ذا فويس” يحول المواهب الشابة إلى ”كروت محروقة”

-

حوار: هشام يحيي

تمردت على الوظيفة التقليدية، وإنتصرت لجينات حب الفن التي تسللت إليها عبر والدها رجائي سليمان.. الذي كان أحد نجوم الفرق الغربية، مع عمر خورشيد، ومجدي الحسيني، ووجدي فرنسيس.. وكل نجوم هذا الزمن.. إختارت "نيللي" الطريق الصعب.. بعيدًا عن تقديم الأغنية الترفيهية.. وتحويلها إلى سلعة..في زمن يقاس فيه نجاح المطرب والمطربة بتحقيق الأرباح.. وليس ما يقدمه من رسالة. وضعت أمامها جهاز الكاسيت.. وطلبت منها أن تقدم لي نفسها.. بنفس الروح التي تغني بها .. بالفرنسي والأسباني والأنجليزي والعربي.

ــــــ لم أدرس الفن في البداية دراسة أكاديمية، حياتي
كانت تسير بشكل طبيعي، بعد التخرج من "إرشاد سياحي فرنسي"، كنت مهتمة
بالرسم، وكان الغناء مجرد هواية أمارسها في كورال الكنيسة، لم أتخيل في لحظة أن
يتحول إلى إحتراف.. وأن يسيطر على تفكيري وإهتماماتي، ربما كنت أخشى أن أدخل في
مواجهة مع أهلي في البيت إذا رفضوا أن أتجه للغناء وأترك الوظائف التقليدية.. التي
إتجهت لها بعد التخرج..

** وماذا حدث.. كيف قبلوا أن تتجهى للغناء؟

ــــ شقيقي.. بدأ يلاحظ إنني دخلت مرحلة شبه إكتئاب،
وعزلة.. فوجئت به يكسر هذا الصمت الذي فرضته على نفسي، وينصحنى إن أتجه للغناء..
هوايتي وموهبتي.. وإنه سوف يساندني .. وفي نفس الوقت تدخلت مديرة المدرسة التي كنت
أعمل بها.. ونصحتني هي الأخرى أن أستغل موهبتي ولا أكون سببًا في ضياعها بين
ممارسة أعمال لا أحبها ولا أرغب فيها..

** كيف كانت البداية..؟

ــــــ  بدأت النزول مع الموسيقى عمرو صلاح.. في
الحفلات، والملتقيات والمناسبات الفنية والإجتماعية.. وإشتركت في تقديم أغاني
الكرتون للإعلانات، وأيضًا تقديم أغنية لـ ديزني.. والتحقت بكورال القاهرة، لكن في
النهاية تركت الغناء في الإعلانات .. وإتجهت للغناء "لايف"

ـ** الا
توافقيني.. إنكِ تأخرتي كثيرًا في التواجد الجماهيري؟

ــــــ  أي فنان يريد أن ينجح
بسرعة جماهيريًا في السوق المصري، لابد أن يرضخ للشغل التجاري، إلا إذا سافر
للخارج على طريقة "هبة طواجي" التي شاركت في "ذا فويس" فرنسا،
وحققت شهرة عالمية، وعادت للسوق العربي تسبقها شهرتها..

**وكيف
الحل؟  

ـــــ استعد
لتقديم الأغاني الخاصة بي، ولكن هذه الخطوة كانت تحتاج.. إلى إدخار مبلغ محترم من
المال لأن إنتاج أغنية عملية مكلفة ماديًا، والحمدلله.. تقريبًا أصبحت جاهزة لهذه
الخطوة.. لتقديم العمل الفني الذي أقدم نفسي به للجمهور.   وخاصة
إن هناك جانب أخر في تأخري إنني أحب تقديم أغاني مختلفة، بالعربي.. والأجنبي، وهذا
كان يمثل لي حيرة كبيرة في إختيار الإتجاه الذي سوف أستقر عليه..

** وهل
نجحتِ في اختيار اللون الغنائي المناسب لشخصيتك؟

ــــــ فعلًا
استقريت أخيرًا على منهج وأسلوب "ماجدة الرومي، رشا رزق، هبة طواجي" إنه
المناسب لي.. الغناء بالعربية البسيطة الأقرب للفصيحة.. وليس الغناء باللغة
العامية.. وهذا يحتاج إلى مساحة صوت خاصة وشكل موسيقى كلاسيك.. وإكتشفت إن هذا
الطريق الذي كنت أبحث عنه، رغم إن هذا النوع من الغناء ليس جماهيري.. ولكن هذا لا
يشغلني.. يكفي أن أحقق ما أبحث عنه..

** وماهو الذي تبحثي عنه؟  

ــــ أرى
إن الغناء عمل روحي.. اكثر من كونه تسلية، ولو قدر لي إنتاج أغاني خاصة سوف اتخذ
هذا الاتجاه.. حتى لو سأتكلم عن الحب، لن يكون بطريقة السوق السائدة (الفراق والهجر)
الغناء من وجهة نظري رسالة تصل للروح اسرع، فن راقي جدًا. لا أريد أن أدخل الفن من
منطقة الترفيه عن الجمهور، ولكن أريد أن أكون ملهمة، .. وليست "مطربة هشك بشك".

** لماذا لم توفري كثير من
خطواتك.. من خلال الإشتراك في برامج المسابقات الغنائية؟

ــــ  تلقيت كثير من العروض
للمشاركة في "ذا فويس" ورفضت، لإنها في النهاية برامج تجارية هدفها المكسب
والربح من وراء المواهب، لإنهم في النهاية ليسوا مؤسسة خيرية، وهذا الربح والرواج
التجاري والإعلامي يتحقق، على حساب نفسية ووقت المتسابقين، الذين يتحولوا بعد
إنتهاء البرنامج إلى "كروت محروقة" سواء حصلوا على اللقب.. أو خرجوا من
المنافسة..

** ماذا تعني "بكروت
محروقة"؟

ــــ أي
صوت يحقق اللقب.. يتم التعاقد معه من خلال عقد إحتكاري لصوته.. وإذا كان يقدم
أسلوب غناء لا يخضع لشروط السوق.. لا يتم إنتاج أعمال جديدة له، وفي ظل عقد
الإحتكار.. لا يستطيع أن يعمل مع شركات أخرى.. تتعطل حياته وموهبته.. وينساه
الجمهور الذي كان يصفق له وينتظره خلال عرض الحلقات.. وإذا خرج مبكرًا من
المنافسة.. يصبح موصوم.. إن هذا الصوت الذي فشل في "ذا فويس".. السؤال
الأهم.. كم عدد الأصوات التي شاركت في "ذا فويس" وأصبحت نجومًا تلمع على
الساحة الغنائية العربية.

** بحكم إنكِ بدأتي الغناء من الغربي.. هل تأثرتي..
بمطربة أو مطرب معين؟

ـــــــ فعلًا كل مطرب أو مطربة يتصدوا للغناء الغربي..
ستجد عندهم تأثر بمطرب معين يكون هو الملهم لهم.. وعن نفسي ملمهتي في الغناء
الغربي "سيلين ديون"، لكن هذا لا يمنع إني أحب الغناء الفرنسي القديم
بشكل عام.. 

** لماذا لا توجد أغنية بالإنجليزي مثلًا أو أي
لغة أخرى "فرنسي أسباني أيطالي".. من خلال ملحن وشاعر مصري؟

ـــــ لا يوجد المنتج المغامر.. بتقديم أغنية.. لا
تخضع لشروط السوق.. أي منتج يبحث عن الربح المادي في المقام الأول، قبل تقديم الفن
الجيد، وبالمناسبة أنا شخصيًا لست على خلاف مع الغناء الشعبي في حدود المساحة التي
يقدم فيها.. وإذا تواجدت في فرح أو رحلة.. وتم تشغيل "مافيا" و غيرها..
بفرح جدًا لأن هذه الأغاني تدخل الفرحة المؤقتة على الناس.. لكن أكيد إذا جلست مع
نفسي.. لن أدير "الكاسيت" لسماع أغنية شعبية!

** ولكن مطربة مثل ماجدة الرومي.. حققت شهرتها
في الوطن العربي.. من خلال الأغاني الهادفة؟

ــــ الفنانة ماجدة الرومي التي أفتخر إنني قدمت أغنيتها "كلمات" ونالت إستحسانها.. إذا ظهرت هذه الأيام، لن تحقق نفس الشهرة، الحظ خدمها إن مرحلة إنطلاقها الفني.. كانت في زمن يقدر الفن الجيد.. ويستوعبه.

** حسب
كلامنا في بداية الحوار.. إنكِ لم تدرسي الغناء دراسة أكاديمية..

ــــ
تدخلت في الحوار: فعلًا.. ولكن
عوضت هذا بالتدريب لمدة عامين، مرتين في الأسبوع، مع شريف الضبع، مدرب صوت محترف،
كان له فضل كبير في تشجيع موهبتي.. وشاركني مرحلة التفكير في تحديد.. الإتجاه
الفني الذي أختاره في الغناء.

**قبل.. أن أختم الحوار.. ماهو
الجديد الذي تحضريه هذه الأيام؟

ـــ بدأت وضع فيديوهات جديدة على اليوتيوب.. لتحقيق قاعدة جماهيرية بالأغاني.. التي أريد تقديمها.. جماهير تشاركني الغناء في الحفلات التي أجهز لها في الأماكن الثقافية.. وليس أماكن السهر و "النايت لايف"، أصبحت مشغولة بجمهور ساقية الصاوي مثلًا.. وغيرها من الأماكن التي يذهب اليها الشباب للإستماع للغناء الراقي.. وهذا يحدث بالتوازي مع خطة البحث عن كتاب وملحنين.. يحملوا نفسي همي الفني.. ونفس الحلم.

ـ