بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

”صلاة القتلة” رواية توقعت ما تم تسريبه في قضية الأنبا أبيفانيوس

-

الكاتب يسأل من جديد كيف يتقاتل الرهبان بعضهم البعض؟


رانيا نبيل



"يا مولاي الأمر ليس بهذه البساطة، الذين يضعون أيديهم على كل الأسرار قلة من شيوخهم، يمتلكون قدرة عجيبة للتحكم في أنفسهم. فقد تمر شهور طويلة لا ينطقون بكلمة واحدة. كما ان تحت جلدهم عظامًا تدق بالسحر، وما زالوا يتداولون تلك اللعنة المعلونة التي تُدعى "اللغة القبطية"، وأنا أجتهد بمثابرة لتعلمها، وفي هذا التقرير أقدم لمولاي أدق الأسرار عن الثلاثة الكبار الذين يمتلكون كل خيوط اللعبة في هذا الدير.." الراوية وبحسب المؤلف كُتبت على مراحل إلى أن وقع الحادث الأعظم في تاريخ الكنيسة الحديث وهو مقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار ببرية شهيت، على مدار أشهر تغير مسار الرواية من اسم "اخيتوفل" إلى "صلاة القتلة". ويقول "الفارس" إن الرواية اعتمدت على بعض الوقائع الحقيقية في تاريخ الكنيسة الأرثوذوكسية، طبقًا لسجلات الكنيسة.
يأخذنا المؤلف في روايته الصادرة عن دار روافد للطباعة والنشر، ويُشير إلى وقوع حالات قتل داخل أروقة الكنيسة والأديرة وما بين قتلى وجناة، فكانوا أيضًا أبطال الأحداث هم أساقفة أو بطاركة أو رهبان.. وبقدر المستطاع يُسلط الكاتب الضوء على بعض من تلك الجرائم, طارحًا سؤال لازال يبحث عنه الأقباط قديمًا وحديثًا "كيف يتقاتل الرهبان بعضهم البعض ولماذا؟"..
ويرصد الكاتب بين فصول روايته أحداثًا تاريخية مر بها الأقباط في فترات عصيبة حاصة تحت حكم المماليك، وفي أبان البطريرك متاؤس الأول (1378 – 1408 م) البطريرك الـ87، الملقب بالبطريرك "متى المسكين" لما عرف عنه بأنه رجل صلاة وصوم، فلم يكن يغفل عن رحمة المساكين، وكان عندما يكون منشغلًا في أعمال البطريركية ويأتيه فقير أو محتاج، كان يترك أعماله ويهتم بالحتاج، ولم يكن ينسى هذا البطريرك أبنائه المسجونين ظلمًا، فكان يبذل نفس بدلًا منهم ويطرح نفسه على أبواب الأمراء والحكام المماليك لأجل أبنائه. ويواصل الكاتب سرده للأحداث التاريخية بشكل روائي مبسط واصفًا مدى معاناة الكنيسة في تسديد الديون المتراكمة على أبنائها المسيحيين للحكام والمتمثلة في "الجزية"، ويكشف الكاتب في فصل كامل تحايل المسيحيين على الوضع واستعاناتهم بالدجالين في البحث عن كنوز أجدادهم الفراعنة في أعماق الأرض، ويقول "الفارس" في هذا الصدد ".. هل وجدت ياسمعان سبيلًا لفتح المقبرة التي عثرت على بابها، ام مازال الأمر صعبًا؟ أنهم لا يشبعون من الأموال أبدًا، بطونهم قبر مفتوح وأسنانهم قادرة على مضغ الذهب ياولدي، فأسرع بالبحث عن منفذ. آه لو يعلم أجدادنا الفراعنة كم مرة أنقذونا من حد السيف..".
وفي نهاية الفصل يشير المؤلف صراحًة إلى واقعة اغتيال الأنبا أبيفانيوس الذي سقط شهيدًا للعلم على يد الجهل والظلام قبل 8 أشهر أمام قلايته.
ويصف الكاتب بطله بـ"المُنير" وهي الترجمة لاسم "أبيفانيوس"؛ والذي أثبتت الأيام اللاحقة للرواية حقيقة جزء كبير من تفاصيلها، بحسب التسريبات الأخيرة التي تم تداولها مؤخرًا تثبت صحة إدانات المتهمان بقتل رئيس الدير، ومدى نفوذهم خارج الدير مستغلين في ذلك الزي الكهنوتي ك، والذي كان ستارهم للقتل والنساء والتجارة بالملايين، ليخونوا بذلك نذور العفة والطهارة التي قطعوها يوم تركهم للعالم ودخولهم لدير.
ويُنهي الكاتب روايته بنهاية حياة الأنبا أبيفانيوس قائلًا:" خطوات قليلة وانهالت على رأسه الضربة الأولى، فصعد قمة جبل الجلجثة.. والضرب الثانية تسمَر على حافة خشبة صليب المسيح.. والضربة الثالثة صرخ بصوت عظيم قائلًا: "يا من أردت الموت وارضيته لك حبًا لحبي، ليت حبك يدعني، أموت حبًا لحبك" وأسلم الروح.
الراوية واحدة من جملة أعمال المؤلف والذي سبقه مجموعة كتب أخرى نذكر منها (رواية مترو مارجرجس- جلابية ستان- لعبة الضلال، الأب متى المسكين)..