بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتورة حنان فتحى رئيس وحدة الدراسات المالية والاقتصادية بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية تكتب لبوابة الدولة الاخبارية سوريا... لا يزال المستقبل مشرقا

-

فى واحدة من أعقد القضايا العربية تأتى الازمة السورية التى شهدت منذ اندلاعها فى مارس 2011 تطورات عدة وتحولات عديدة كانت نتاج تدخلات اطراف اقليمية ودولية سعى كل منها إلى تحقيق مصالحه على حساب الدولة السورية والمواطن السورى الذى لا يزال يدفع حتى اليوم ثمن هذه الازمة.
فى خضم ما تشهده الازمة اليوم من مستجدات، جاءت مبادرة مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية بالقاهرة بتنظيم ندوة بعنوان "سوريا... اللحمة الوطنية والتعاضد العربى"،  شارك فيها الى جانب خبراء ومتخصصين مصريين عدد من السوريين سواء المقيمين فى مصر او خارجها. ودارت المناقشات حول كيفية الحفاظ على اللحمة الوطنية والنسيج الوطنى السورى الذى قدم مثالا مبهرا للعالم اجمع منذ قيام الدولة السورية رغم ما واجهته من تحديات وتدخلات عديدة، إلا ان المواطن السورى ظل رابطا على وحدته الوطنية وتعاضده المجتمعى رافضا أية انقسامات او صراعات او نزاعات داخلية. ولكن لم تستمر الرياح فى هبوبها على ما تستهويه السفينة السورية حيث افرزت الاحداث التى شهدتها سوريا منذ سبع سنوات انقساما سوريا هدد فى بعضه اللحمة الوطنية، وهو ما كان موضع انتقاد من جميع المشاركين فى هذه الندوة، إذ طالب المشاركون بأن تكون سوريا وطنا للجميع دون تمييز او تفرقة بين أبناءها شريطة ألا يكون قد مارس العنف او ارتكب جريمة بحق الوطن، إذ رأى المشاركون أن التعاضد والدعم العربى يظل نجاحه مرهونا بقدرة السوريين انفسهم على الالتفاف حول وطنهم، فماذا يمكن ان يقدمه الخارج للشعب السورى إذا كان منقسما على ذاته، متنازعا فيما بينه؟
وغنى عن القول إن الدولة السورية تواجه اليوم تحديات وصعوبات وعراقيل عديدة ورغم ذلك نجحت فى استعادة مناطق عدة من التنظيمات الارهابية وذلك بمعاونة حلفاءها وفى المقدمة منهم روسيا والتى جاء وجودها بناء على طلب الحكومة الشرعية، وكان لها الفضل الاكبر فى تعزيز دور الحكومة السورية ونجاحها فى الحفاظ على سيادتها ووحدتها ضد أية اختراقات حاولت اطراف اقليمية ارتكابها بحق الاراضى السورية. ولكن رغم هذا الدور الروسى المتميز فى دعم الدولة السورية، يظل المستقبل المنظور بأيد السوريين انفسهم ووحدتهم هى عنوان نجاحهم.
نهاية القول إن سوريا بدورها القومى وموقعها الجغرافى ومكانتها فى منظومة العمل العربى المشترك، تستحق ان تستعيد مكانتها داخل المنظومة العربية بعيدة عن أية تعليلات قد يجد البعض فيها منطقية، وإنما التحدى الذى تواجه الدولة السورية اليوم أكثر خطورة من منطقية هذه التعليلات، لأن الوطن اذا ما ضاع فلن يستطيع اهله استعادته، ولعل النماذج الموجودة فى منطقتنا اكبر دليل على ذلك. ولذا، أكرر ما ذكرته فى بداية مقالى وفيما خلصت إليه الندوة سابقة الاشارة بأن اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب السورى فى الداخل والخارج والاصطفاف الوطنى يظل الركيزة الاولى والمهمة فى الحفاظ على الدولة السورية كدولة مستقلة ذات سيادة وهو ما يعطى مؤشرا على أن المستقبل لا يزال مشرقا.