بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتورة حنان فتحى تكتب ”لبوابة الدولة الاخبارية” هيئة الرقابة الادارية وحراسة الوطن

-

نجحت هيئة الرقابة الإدارية خلال 2018 من تحقيق نجاحات كبيرة فى العديد من المجالات، حيث تمكنت من ضبط مئات الفاسدين من لصوص المال العام الذين استحلوا أموال الشعب لتكوين ثروات من المال الحرام، مستغلين شغلهم للعديد من المناصب العليا بالدولة، كما تمكنت من استرداد أراضى وأموال لخزينة الدولة تقدر ب 43 مليارا و300 مليون جنيه، كما قامت الهيئة كذلك بعد تحريات استمرت 14 شهرا بالكشف عن عدد من العصابات المنظمة التى ضمت 75 متهما من المسئولين بالجهات الحكومية ومواطنين مصريين وأجانب فى ارتكاب جرائم الرشوة والتربح من الوظيفة العامة وتزوير المستندات الرسمية وتزييف طوابع البريد والدمغات الحكومية لمصر ولدول أخرى واستقطاب وجلب الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والاستيلاء على المال العام والخاص، حيث تمكنت من دهم أوكار المتهمين وضبطهم فى 6 محافظات وكانت تلك من أكبر الجرائم المكتشفة خلال العام المنصرم.
ولا شك ان هذا النجاح الذى يشهد به الدانى والقاصى يؤكد على أن الاختصاصات التى مُنحت لهيئة الرقابة وفقال للقانون المنشئ لها رقم 54 لسنة 1964 والمعدل بالقانون رقم 207 لسنة 2017، لم تكن للوجاهة، وإنما نجحت الهيئة بقياداتها الوطنية وبرجالها الاوفياء والمخلصين لعملهم فى اتمام مهامهم على الوجه الاكمل، بل لا يكاد يمر يوما إلا وتنجح الهيئة فى كشف جريمة فساد جديدة، ضمن نطاق اختصاصها الذى يشمل الجهــــــــــاز الحكومى للدولــــــــــة وفروعــــــــــــــــــه، الهيئـــــــات العامــــــة والجهـــــــات التابعـــــــــــة لهــــــا، قطـــــــــاع الأعمال العــام والشركــــــات التابعــــــة لـــــه، الجمعيات العامة والخاصة وأجهزة القطاع الخاص التى تباشر أعمالاً عامة، جميع الجهات التى تسهم الدولة فيها بأى وجه من الوجوه.
والحقيقة التى يجب أن تكون ماثلة امام الجميع أن الله عز وجل حينما خلق الإنسانية أمر بضرورة الاصلاح فى الأرض ومحاربة الفاسدين والمفسدين، امتثالا لقوله تعالى: "وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ"، وهو ما يعنى ان المهمة الوطنية التى تقوم بها هيئة الرقابة الادارية هى من المهام الكبرى التى امر الله عز وجل الجميع بالعمل عليها. ولذا يستحقون ان نطلق عليهم "حراس الوطن"، فإذا كانت القوات المسلحة المصرية هى المنوط بها حراسة الوطن من الخارج وضمان امنه من الداخل، فإن هيئة الرقابة الادارية هى واحدة من مؤسسات حراسة الوطن من الداخل بالتعاون مع بقية الاجهزة والمؤسسات الاخرى المعنية بحفظ امن واستقرار المجتمع وأمان مواطنيه، بما يستوجب من الجميع معاونة الهيئة فى عملها الذى تبتغي به صالح الفرد ومصلحة المجتمع وتقدم الدولة.
وقد أدركت الهيئة أهمية هذا التعاون، فكانت خطوتها المهمة فى تخصيص خط للاتصال المباشر للمواطنين للابلاغ عن أية جرائم فساد، بل اتخذت الهيئة خطوة أكثر اهمية حينما خصصت جزءا من عملها لتنظيم دورات تدريبية لمختلف العاملين فى مجال اختصاصها بهدف محاربة الفساد وفقا للسياسة الوقاية وليس العلاجية ايمانا بقاعدة الوقاية خير من العلاج، فقد يرتكب الموظف العام جريمة فساد دون أن يعلم ابعادها وتداعياتها، وتأتى هذه الدورات التدريبية لنشر الوعى بقضايا الفساد وجرائمه لتجنبها والابلاغ عنها حال وقوعها.
خلاصة القول إن هيئة الرقابة الادارية تظل العين الوطنية الساهرة على صلاح المجتمع وحمايته من الفساد والمفسدين، ضمانا لنجاح عمليات التنمية التى تنتهجها الدولة المصرية بما يعود بثمارها على المواطن الذى هو أداة التنمية وغايتها فى ذات الوقت.