بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الدكتورة حنان فتحى رئيس وحدة الدراسات المالية والاقتصادية بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية تكتب لبوابة الدولة : كازاخستان وعهد الاستقلال

-

مع احتفال جمهورية كازاخستان بذكرى استقلالها السابع والعشرين هذا العام، صدر كتاب الرئيس نور سلطان نزارباييف المعنون بكتاب "عهد الاستقلال"، والذى يعبر عن  وجهة نظره تجاه التاريخ الحديث للبلاد ومستقبلها، وكذلك مراحل بناء الدولة منذ لحظة تأسيسها، مع عرض لآليات صنع القرار في مواجهة  التحديات الداخلية والخارجية على مدار تلك الاعوام من عمر الدولة.
وكانت الندوة التى نظمها مركز الحوار بالتعاون مع سفارة كازاخستان بمؤسسة الاهرام فى الاول من ديسمبر 2018 ملتقى لاستعراض اهم ما تضمنه هذا الكتاب من افكار ورؤى. بل كانت مناقشة وثيقتين اخريتين الى جانب الكتاب وهما: رسالته إلى شعب كازاخستان فى 5 اكتوبر 2018، وخطابه المعنون بـ:" سبعة جوانب للسهوب العظيمة"، حيث تضمنت تلك الوثائق الثلاثة والتى وصفهم النائب عبد السلام الخضراوى رئيس المركز فى كلمته بـ:الثلاثية الفكرية" التى جمعت بين دراسة التاريخ من خلال رصد احداثه عبر كتاب عهد الاستقلال، وبين اعادة كتابة التاريخ طبقا لمتطلبات العصر ولغته فيما اطلق عليه "نزارباييف" بأنها "التجديد الروحى" كما جاء فى مقاله عن السهوب السبعة، لتختتم هذه الثلاثية الفكرية برؤيته نحو المستقبل عبر رسالته التى حملت طموحات الشعب الكازاخى وتطلعاته.
والحقيقة ان ما تضمنته هذه الوثائق الثلاثة يعد نهجا متميزا للدول المتقدمة، حيث يخط الرئيس بذاته منطلقات عمله ويرسم خطط تحركاته وفقا لاجندة وطنية محددة السياسات والاجراءات والخطوات التنفيذية. وما يلفت النظر فى هذه الوثائق ايضا أننا فى مصر وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى نجد أن ثمة نقاط عديدة للتلاقى بين البلدين فى المنهج المتبع فى ضرورة الاهتمام بالتاريخ واحداثه شريطة ان تكون قراءة هذه الاحداث وفقا لمنطلقات العصر ولغته. كما نجد ايضا التلاقى فى الاهتمام بالانسان هدف عملية التنمية واداتها الرئيسية، حيث ينطلق الرئيسان (المصرى والكازاخى) من ان الانسان هو المحور الاساسى فى تشييد الدولة وبناءها على اسس سليمة عصرية تحافظ على وحدتها وسياستها.
ما اود ان اخلص إليه هو أن الاطلاع على تجارب الاخرين وكيفية تخطيطهم يظل عاملا مهما فى رسم خططك وكذلك فى الاستفادة من تجاربهم خاصة إذا كانت هذه التجارب تحمل مبادرات جديدة على غرار المبادرة التى كان قد اطلقها الرئيس الكازاخى مع توليه المسئولية فى جعل بلاده خالية من السلاح النووى بعدما كانت ترسانة نووية فى الدولة السوفيتية قبل انهيارها فى بداية تسعينيات القرن الماضى، إدراكا منه بخطورة هذه الترسانة على الامن والاستقرار فى المنطقة وكذلك على استراتيجيات التنمية وهى ذات الفكرة التى تدافع عنها مصر فى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووى حفاظا على الامن والاستقرار فى تلك المنطقة الملتهبة من العالم خاصة فى ظل انتشار الجماعات الارهابية والمتطرفة وخوفا من وقوع مثل هذه الاسلحة فى ايدي هذه الجماعات.