بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

صالح شلبى رئيس تحرير ” بوابة الدولة الاخبارية” أين ذهبت اخلاقنا ؟

-

من مساوئ الأخلاق،إن يكذب الكذاب لضعف فى عقلة ويستخف بعقول الناس لقلة فهمة،لذلك اجتنب مصاحبة الكذاب فأن اضطررت آلية فلا تصدقة، واعلم جيدا أذا ساء فعل المرء ساءت ظنونة وصدق ما يعتادة من توهم.
علمونا أن القيم لا تتغير بتغير الزمان والمكان، فلماذا تتغير المقاييس كل يوم وربما كل ساعة، سؤال يدور في خاطري دائمًا ولا أجد له إجابة بعد.
أين ذهبت أخلاقنا الطيبة الحميدة؟ وماذا حدث لمجتمعنا لكي نصل الى هذا المستوى المتدني والرديء من سوء الاخلاق، والذي يبشر بكارثة إخلاقية .
نسينا المثل الشعبى الذي يقول: “في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق”.، والمثل الاخر الذى يقول عندما تغيب الأخلاق ، تأتي الأخطاء، وأيضاً بيت الشعر القائل، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت**فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، حتى إختلطت الاوراق ، وتاهت الاخلاق، بل أجزم أنها رحلت الى عالم أخر  حتى رأينا الشباب يهين الكبار ، لقد غاب احترام الكبير رغم أنة  من القيم المهمة التي تحفظ حياة المجتمعات، وتجعلها أكثر نظاماً وقوّةً؛ لذلك حثّ الإسلام في تربية الصغار على احترام الكبار وتقديرهم، ويُعرّف التّوقير في الإسلام بأنّه الاحترام والإجلال لمن هم أكبر سنّاً،حتى، اصبح من العادات السيئة التى نراها يوميا ، تطاول الصغار على كبار السن،بالعديد من الالفاظ التى تنم على عدم التربية داخل الاسرة، ماذا حدث في هذه الدنيا؟ أين الاحترام ؟ أين تقدير الكبير ؟ أين الأدب ؟
أين ذهبت أو رحلت ثوابتنا وقيمنا ؟ التى تعودنا  عليها منذ الصغر أن نحترم الكبار‏,‏ سواء الكبار في محيط الأسرة‏,‏ أو الكبار في السن أو الرؤساء بصفة عامة‏,‏ أو أولي الأمر منا‏، وصارت هذه إحدى القيم‏,‏ أو إحدى الثوابت التي هي إحدى عناصر الأدب.
إن عدم احترام الكبار يؤدي إلى أخطاء أخطر من هذه وأبشع فقد يتحول إلى عدم احترام النظام العام, وعدم احترام القيم والقانون, بل والاعتراض والثورة علي كل شيء, وربما الاعتراض علي أمور بدون دراستها.
للاسف لقد أصبح الاحترام يقدم بناء على طبيعة العلاقة هل سيستفاد الطرف الاخر منها أم لا ،أو من باب قوة الدخل المادى والمستوى الاجتماعى،دون النظر إذا كان انسانا جديرا بذلك الاحترام ام لا
لقد كان المجتمع المصرى حتى وقت قريب مزينا بالقيم النبيلة: «القناعة، الرضا، النخوة، الشرف ، احترام الكلمة، وغيرها من الفضائل التى كانت تزيد أبناء المجتمع تماسكا وتراحما وثقة فى الذات والآخر وتغذى فيهم الإحساس بالطمأنينة والأمن والأمان
أسباب كثيرة هدمت ثوابت المصريين وأفقدتهم الثقة فى بعضهم البعض وجعلتهم يشكون فى أى شىء، أسباب كثيرة كادت تعزل شرائح المجتمع المصرى وتجعل كل شريحة منها وكأنها عالم فى ذاتها وتحولهم من شعب كان مسلحا بالنبل والشهامة والانتماء للوطن إلى شعب مادى منفلت متمرد تآكلت منظومته القيمية والأخلاقية، فهل حب الذات والانانية والمصالح الشخصية كانت وراء أنهيار القيم المصرية؟
وهنا نحدد أسباب الفساد والانحلال الأخلاقي لدى الشباب، والتى يأتى من بينها ، سوء التربية الأسرية للأبناء وفشلها الذريع في تطوير نفسها لتتلاءم مع مراحل عمر الأبناء، فضلاً عن غياب القدوة الحسنة داخل الأسرة، وعدم اكتراث الأهل لأخطاء الأبناء وعدم إيجاد أسلوب عقابى، علاوة على الفقر الذى يعتبر عامل فساد قوي حيث يهرب منه الشباب والشابات ويلقون بأنفسهم في التهلكة ليهربوا من الفقر الذى يدفعهم لارتكاب الكثير من الأخطاء والانحلال الأخلاقي ، وأيضاً ما نشاهدة فى الاعلام من الانحرافُ الأخلاقي، والمشاهد الخادشة للحياء، والتَّضليل الإعلامي، والترويج للكذب.
نعم بالفعل نعيش عصراً زادت فيه القدرة على قلب الحقائق، وجعل الجهل علماً والعلم جهلاً والمعروف منكراً والمنكر معروفاً والحق باطلاً والباطل حقاً، أصبحنا نعيش زمن يعتريه موت الضمير وانهيار القيم والمبادئ الرفيعة،وكأنهم لا يعلمون إن من أهم المبادئ السامية التي دعا إليها الإسلام وشدد عليها بقوة التحلي بمكارم الأخلاق التي تكسبه احترامه لنفسه و احترام ومحبة الآخرين له