بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

إنعام محمد علي: السينما تنشر البلطجة بدعوى نقل الواقع

-

مريم ربيع

تهتم دائما بالأعمال التي تقدم من خلالها القصة والرسالة والهدف والمضمون، عاشت حياتها تبدع في مجال الإخراج وأصبحت أحد أهم عمالقة الإخراج في مصر والوطن العربي، لديها مكتبة ضخمة تحتضن أقوى الأعمال الدرامية والسينمائية التي تبقى في ذاكرة التاريخ ويحفظها كل الأجيال ..إنها المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي.

كيف ترين العنف الموجود في الشارع وسر عجز الدراما عن مواجهته ؟

المشكلة أصبحت أن الدراما الآن تعيش مناخا مختلفا.. المؤلفون الملتزمون والذين يتمتعون بالحس الوطني والرؤية المجتمعية واستشراف مستقبلي اختفوا من على الساحة وأصبح لا وجود لهم وتحولات الأعمال الدرامية إلى أعمال معظمها مقتبسة من مسلسلات وأفلام أجنبية.. للأسف الأمور تبدلت والعملية الفنية انقلبت فبعد أن كان على قمتها المؤلف والمخرج اللذان يتحكمان فى كل مجريات الأمور وهذا هو الصحيح والطبيعي تبدل الأمر وأصبح يعتلى مكانهما النجم أو البطل الذي يتقوم بتقديم الموضوع و بالتالي راح واختفى الكاتب الفرد وظهرت دراما الورش التي تنحصر اهتماماتها على إبراز مهارات النجم، أما الرسالة والمضمون والهدف والرؤية المجتمعية والدور فقد تراجعت كثيرا، وبالتالي تراجع معه الحس الوطني وقيمة الانتماء والارتباط به وخاصة بعد أن أصبح معظم منتجي الأعمال الدرامية أصحاب شركات إعلان وأيضا القنوات الخاصة التي تعتمد على الإعلان ولهذا السبب كلاهما يسارع بالتعاقد مع الممثل الذي صعد نجمه في السباق الرمضاني حتى يجلب لهم حصة إعلانية مميزة وهذا كله يتم قبل التفكير في الموضوع أو وضع الفكرة أو التعاقد مع المخرج أو المؤلف حتى أصبح أن المثل هو من يقوم باختيار المؤلف والمخرج.

هل نحن نعانى من عجز في المواهب الفنية ؟

لا لدينا مواهب كثيرة يمكن فقط لدينا عجز في مجال الكتابة الدرامية وهو ما يجعلنا نشاهد الكثير من الأعمال التي لا تليق باسم مصر ومكانتها الفنية منذ قديم الزمان.

البعض يرى أن السينما تحولت لملجأ لتقديم البلطجة والعنف واختفى دورها في الترويج لجمال وحضارة مصر ؟

هذا الأمر ليس وليد اليوم ولكن من فترة طويلة وتحت دعوى كاذبة وهى نقل واقع الشارع المصري ولكن الفن ليس نقلا فوتوغرافيا إنما الفن اختيار والمبدع لابد أن يمتلك رؤية ووجهة نظر يحدد من خلالها ما يقدمه، أما أزمة عدم الترويج للسياحة فالسبب يعود للعملية الإنتاجية وأزمة المؤلف لطرح موضوعات تحتوى على كل ما يخص السياحة بشكل تلقائي وجرعة صدق شديدة مثل ما كان يقدم في الماضي كفيلم « غرام في الكرنك» وغيره من الأعمال التي تحدثت عن تاريخ وحضارة مصر.