بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

سيطرة الجيش السوري على حلب تثير انتقادات حادة للإدارة الأمريكية.. نيويورك تايمز: نقطة تحول.. شيكاغو تريبيون: تعكس السياسة الكارثية لإدارة أوباما.. ماكين: المعركة لم تنته

-

وكالات

"سوريا تنتصر وأمريكا تلطم"، شعار يلخص حال الصحف الأمريكية التى علقت اليوم، الجمعة على سيطرة الجيش العربى السورى الكاملة على مدينة حلب، واستغلته لشن هجوم على سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ووصفها بالكارثية.

فوصفت صحيفة "نيويورك تايمز" استعادة الرئيس السورى بشار الأسد سيطرته الكاملة على مدينة حلب بأنها تمثل نقطة تحول فى الصراع المستمر منذ حوالى ست سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى انتهاء عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من آخر الأجزاء التى كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة فى حلب، أمس الخميس، بعد تأجيل طويل بسبب ظروف الطقس، مما يعيد العاصمة الصناعية لسوريا ليد قوات بشار الأسد لأول مرة منذ عام 2012.

ورأت الصحيفة أن جيش الأسد اعتمد بشدة على الدعم العسكرى الأجنبة من روسيا وإيران والميليشيات الشيعية مثل حزب الله اللبنانى. وأدت أشهر من القصف والضربات الجوية التى قتلت المئات أدت غلى محاصرة المعارضة ودفعت السكان للرحيل بموجب اتفاق بين تركيا وإيران وروسيا.

وأشارت الصحيفة إلى احتفال الكثيرين فى الجزء الغربى من حلب الواقع تحت سيطرة الحكومة بإخراج قوات المعارضة الذين أطلقوا أسلحة بدائية نحو أحيائهم.

وقالت نيويورك تايمز أنه فى حين أن النصر فى حلب سيعزز قوات الأسد، لكن يرى كثيرون أنه يفتقر للقدرات العسكرية اللازمة لإحكام سيطرته واستعادة أراضى أخرى تسيطر عليها قوات المعارضة ومقاتلى داعش.

من جانبها، قالت صحيفة شيكاغو تريبيون إن سقوط حل فى يد الأسد يسلط الضوء على سياسة الشرق الأوسط الكارثية لإدارة باراك أوباما. واعتبرت فى مقال للكاتب تشارلز كروثامر إن استعادة لنظام السورى للمدينة قبل مغادرة أوباما للبيت الأبيض بأسابيع قليلة يؤكد سياسة التراجع والانسحاب الخاصة بالشرق الأوسط.

 وكان أوباما قد دافع فى مؤتمره الصحفى الخاص بنهاية العام عن عدم تدخل الولايات المتحدة بقوة فى سوريا بخياره الخاطئ المعهود، وهو إما التنحى جانبا أو التدخل القوى على غرار غزو العراق.

وهاجم الكاتب هذه السياسة، وقال إن الولايات المتحدة كان يمكن أن تدمر بسهولة طائرات ومروحيات النظام السورى وهى على الأرض الأمر الذى كان من الممكن أن يغير من المعادلة الإستراتيجية لباقى الحرب. وكان يمكن أن تردع الروس  وتمنحهم من إدخال قوتهم الجوية. لكن فى ظل عدم وجود رادع أمريكى صعدت روسيا من تدخولها وغيرت ميزان القوى فى حلب.

وبدوره، انتقد السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين سياسة أمريكا إزاء سوريا، وقال فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست إنه على الرغم من وجود ما هو على المحك فى سوريا، إلا أن الولايات المتحدة لم تفعل شيئا.

وأشار ماكين إلى أن أوباما شهد كل ما حدث فى  سوريا حلب من دمار ولم يفعل شيئا. وقال ماكين إن حلب ربما تكون "ضاعت" إلا أن الحرب فى سوريا لم تنته بعد. ومن الممكن أن تزداد الأمور سوءا مع تكثيف نظام الأسد وإيران وروسيا وتركيا والأكراد والدول الخليجية وآخرين لقتالهم حول ما تبقى من سوريا. ولا يزال أمام المتحدة فرصة لاختيار ما ستفعله، وكلما طال الانتظار فى المساعدة لإنهاء الحرب، كلما أصبحت الخيارات أكثر سوءا، لكن لا ينبغى الاعتقاد أنه لا يوجد خيار أبدا.