الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب: أسمع كلام ” مدبولى ” أصدقه .. أشوف أموره أستعجب !!

كعادته خاصة خلال الفترة الأخيرة خرج علينا الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بالعديد من التصريحات المتفائلة التى نكتشف فى النهاية أنها مجرد مسكنات لا قيمة لها ، ولكن البعض يعتبرها ملاذ يبنى عليه المواطن آمال الخروج من نفق الأزمات ويشعر بأن حلم التخلص من صعوبات الحياة فى طريقه للتحقيق ، ولكنه سرعان ما يستيقظ على واقعا مرا حيث يكتشف أن هذا الحلم كان صرحا من خيال فهوى !!.
مؤخرا أعلن الدكتور مصطفى مدبولى مجددا أنه لن تكون هناك أى أعباء جديدة على المواطن ، ولسان حاله يقول أن عام ٢٠٢٥ الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أيام قليلة هو آخر عام يواجه فيه المواطن الصعوبات القاسية فى المعيشة وأن عام ٢٠٢٦ هو عام سوف يجنى فيه المواطن الثمار.
ونظرا لأن هذه الكلمات التى يطلقون عليها بالخطأ إسم " تصريحات " ترددت بشكل مستمر خلال الفترات الأخيرة ، وكثيرا ما كان يعقبها تدهور فى أحوال المعيشة نتيحة موجات الغلاء الطاحنة سواء فى أسعار السلع أو الخدمات أو المرافق ، ولذلك نجد المواطن يضع يده على قلبه حين يطل علينا الدكتور مصطفى مدبولى بتصريحاته الجهنمية وهنا نجد كثير من المواطنين يذكر المثل الشعبى الشهير " أسمع كلامك أصدقك .. أشوف أمورك أستعجب " ، وكأنه يوجهه إلى رئيس الحكومة.
فى معرض تصريحاته قال مدبولى أن الحكومة تعمل على إتاحة المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص ، وأن الفترة القادمة سوف تشهد التركيز على زيادة الإستثمار الأجنبى خاصة وأن مصر على أعتاب مرحلة جديدة يدخل فيها الإستثمار الأجنبى بقوة فى نمو الإقتصاد المصرى ، يقول ذلك وكأنه يزف بشرى عظيمة إلى جموع الشعب علما بأن التجارب أثبتت أن الإعتماد على الإستثمار الأجنبى غير مجدى ولن يحقق المراد.
كم كنت أتمنى ومعى كثيرين أن يرتكن مدبولى على وزارته ويعتمد عليها ويقوم بإصدار تعليماته للوزراء بتحديد الملفات التى يعانى منها المواطن ويقوم بدراستها جيدا مستعينا بالعديد من الخبراء الذين تزخر بهم مصر فى شتى المجالات ، وأن يعمل على تبنى سياسة زراعية رشيدة وأن يوفر للفلاح كل إحتياجاته وأن يسعى لتنفيذ توصيات الخبراء فى هذا القطاع الإستراتيجى والمتعلقة بزيادة المساحات الزراعية ووقف التعدى على الأراضى وعدم تجريف المزيد منها.
كنت أود أن يعلن مدبولى والذين معه أنه آن الأوان أن تخرج الصناعة من غرفة الإنعاش الحكومية وأنه سيتم إعطاؤها قبلة الحياة لإعادة مجدها المسلوب وعودتها إلى سابق عهدها وأن يتم إنتزاع سكين الأزمات المسلط على رقبتها ، وأن تتوقف الحكومة عن عرض مسلسل البيع التفريط فى الشركات والمصانع العامة وأن تلغى تماما فكرة بيعها ، فقط عليها إزالة المعوقات من طريقها وضخ إستثمارات جديدة فى شرايينها والعمل على بناء مصانع جديدة توفر فرص عمل للشباب العاطل الذى لم يجد طريقا مشروعا يسير فيه فتجد شريحة كبيرة منها ترتمى فى أحضان مافيا المخدرات والذى منه !.
كنا نتمنى أن يعلن رئيس الوزراء أنه تقرر مراجعة فاتورة الواردات وإتخاذ قرار بعدم إستيراد أى سلعة لها بديل محلى مع منع إستيراد السلع الإستفزازية ، وأيضا التخلى عن كل مظاهر التباهى و البذخ والتبذير ووقف إقامة الحفلات والمؤتمرات غير المجدية ، وأن يتخذ قرارا بزيادة الأجور لمواجهة شبح الغلاء الفاحش الذى يتعرض له المواطن.
أمنيات قابلة للتحقيق ولكن هل من مستجيب ؟! ، ويبقى نستقبل عام جديد عنوانه الأمل فى الخروج من كل الأزمات وتحقيق كل الآمال الطيبة وكل عام وأنتم بخير.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى

