الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : بهدوء .. ولنا بشأن واقعنا رؤيه .

بات من الثوابت لدى إنتزاع نفسى من تناول واقعنا السياسى والبرلمانى خاصة مايتعلق بالإنتخابات ، والإنشغال بالواقع المجتمعى والتأمل فى أحوال الناس بصدق ، يحدث هذا بين الحين والحين خاصة كلما تعاظم الهزل ، وتنامى اللامعقول ، واللامفهوم ، لعلنى أستطيع إحداث تغيير للمؤلم منها ، دفعنى لذلك أن أتناغم كل الوقت مع أحوال أسيادى المرضى حسبة لله تعالى وإبتغاء مرضاته ، ثم تأثرا بظروفهم الإنسانيه . إنطلاقا من ذلك مؤلم أن أرصد ما يتعلق بالعلاقات بين الناس ، خاصة تلك التى يكون منطلقها المصلحه متى إنتهت تلاشت ، وتبددت ، وأصبحت كأن لم تكن رغم ماكان يبدو من ولاء ، وإنتماء ، ومحبه ، ظن أحد أطرافها أنها صادقه ، وليست مرتبطه بإنتهاء المصلحه .
المؤلم أن هذا إمتد إلى كل الناس المتعلمين منهم قبل الذين لاقدر لهم من التعليم ، حيث بات من الطبيعى أن نجد تقاربا قويا بين آحاد الناس لدرجة الإنصهار ، ثم فجأه نجد كل منهم فى طريق ، وبقدر التقارب بقدر البعاد ، من حصل على مبتغاه من المصلحه يعطى ظهره لمن كان عونا وسندا وساهم فى تحقيق مبتغاه ، دون إدراك أن الله تعالى خلق البشر يكمل بعضهم بعضا لتستقيم الحياه ، ويوما رسخ لدينا ذلك أستاذى الجليل كاتبنا العظيم مصطفى شردى عندما أفهمنا ونحن شباب حاجتنا الملحه لعمى " فولى " هكذا كان إسمه ويعرفه أبناء جيلى بجريدة الوفد ، هذا الإنسان الطيب البسيط الذى كان يهيىء لنا المكاتب لتكون نظيفه ، ويعد لنا القهوه والشاى ، والذى بغيابه نفتقد شيئا كبيرا لأننا جميعا نعجز عن القيام بالدور المحترم النبيل الذى يقوم به فى صحيفتنا الحبيبه ، فما الحال إذا كانت الحاجه لمن هم ذا قدر رفيع بالمجتمع .
لعله من حكمه لرب العالمين سبحانه أن من أعطى ظهره لمن ساعدوه فى محنته ، أو كانوا سببا فى تحسين معيشته ، ظنا منه أنه حصل على مبتغاه بات فى حاجه إليهم ، وحينها وجد نفسه وحيدا ، شريدا ، يعض أصابع الندم ، ويخجل وهو يطلب العون ، لأنه لن يستطيع إقتاعهم مره أخرى بالخداع الذى بات على رؤوس الأشهاد ، رغم أن الامر بسيط أن يظل التواصل كما كان وقت الحاجه ، ولااعتقد أن فى ذلك نقيصه ، أو شطط ، أو تقليلا من الشأن ، فإعتبروا ياأولى الألباب . هذا الطرح فى المطلق بعد ان رصدت ان هذا أصبح سمه رئيسيه فى علاقات الناس ونهجا فى الحياه عند كثر .
بفضل الله أدين بالفضل ولاأخجل لكل من صنعونى من أبناء جيلى شابا ، ودفعوا بى رئيسا لإتحاد طلاب مدرسة ناصر الثانويه ببسيون ، والإداره التعليميه ببسيون ، وعضوا بالمكتب التنفيذى لإتحاد طلاب محافظة الغربيه للمرحله الثانويه ، وعضوا بالمكتب التنفيذى لإتحاد طلاب الجمهوريه للمرحله الثانويه ، ومن تتلمذت سياسيا على يديه فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ، ومن صنعوا منى صحفيا ينطلق من مبادىء وقيم وأخلاقيات ، أساتذتى الأجلاء الفضلاء العظيم مصطفى شردى ، والجليل جمال بدوى ، والقيمه عباس الطرابيلى ، والأستاذ سعيد عبدالخالق رحمهم الله ، ومن منحونى الثقه ببلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب لأكون النائب الوفدى الوحيد على مستوى محافظة الغربيه فى برلمان 2005 _ 2000 ، وجزءا من التاريخ النيابى لهذا الوطن الغالى ، خاصة هؤلاء الذين حاصروا لجنة فرز الأصوات بمقر الإداره الزراعيه ببلدتى بسيون ، منددين بمحاولات التزوير ، ومتصدين لمن كانوا يريدون فعل ذلك ، إلى الدرجه التى رشقوا فيها من بالداخل بالزلط حتى فرضوا إرادة الحق بعدم التزوير ، وإلى القطب الوفدى عشرة العمر الحبيب والغالى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد الذى قدم من القاهره متمسكا بحقى فى تسجيل من حصلت عليه من اصوات ، تخيلوا كيف أكون فى نظر كل هؤلاء لو أعطيتهم ظهرى ، وأنكرت فضلهم ، وظننت أننى الزعيم الذى صنع هذا المجد وحده ، إنها المواقف ياساده التى ترفع من قدر الناس على مدى التاريخ .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

