بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

من ”سيليكون فالي” إلى ”إكرام الموتى”.. أحمد جاب الله يروي رحلة تأسيس ”SOKNA” لتحويل خدمات الوفاة في مصر إلى صناعة عالمية

جهاد عبدالمنعم -

كشف المهندس أحمد جاب الله، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سكنة" (SOKNA)، عن الرؤية الطموحة لشركته في إعادة صياغة قطاع خدمات الوفاة في مصر، مؤكداً أن هذا المجال يمثل صناعة عالمية ضخمة تتجاوز قيمتها 126 مليار دولار سنوياً، ومن المتوقع أن تقترب من 200 مليار دولار بحلول عام 2030.

وروى جاب الله رحلته المهنية الفريدة التي بدأت بدراسة علوم الحاسوب وإدارة الأعمال في مصر، ثم الانتقال إلى الولايات المتحدة ليعمل في قلب "سيليكون فالي". حيث شغل مناصب قيادية في كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، بدءاً من جوجل في عام 2005، مروراً بـ أدوبي، وصولاً إلى فيسبوك، حيث تولى مسؤولية التوسع العالمي للشركة في دول مثل الهند واليابان.

وأوضح جاب الله أن قرار ترك منصبه المرموق في فيسبوك عام 2019 والعودة إلى مصر لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تجربة شخصية مؤلمة مر بها في عام 2005، عندما فقد صديقه والده.

ووصف جاب الله تلك التجربة بـ"الصادمة" نظراً لغياب التنظيم، وصعوبة استخراج التصاريح، وصولاً إلى ضلال الطريق والمقابر بسبب الزحام الشديد، مما حول لحظة الوداع إلى معاناة لوجستية.

وأضاف جاب الله: "المفارقة حدثت عندما حضرت جنازة زميل لي في الولايات المتحدة، ووجدتها منظمة بطريقة آدمية واحترافية تسمح للأهل بالحزن والوداع بسلام. من هنا بدأت دراسة هذا المجال لسنوات، حتى قررت في 2019 أن الوقت قد حان لنقل هذه الاحترافية إلى مصر، مع مراعاة هويتنا الدينية والثقافية".

وأشار جاب الله إلى أن هذا القطاع يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية تختلف من دولة لأخرى: المحور الديني، الثقافي، والقانوني. واستعرض حجم الإنفاق العالمي في هذا المجال، حيث تصدرت الولايات المتحدة بـ 90 مليار دولار سنوياً، تليها الصين بـ 25 مليار دولار، واليابان بـ 16.7 مليار دولار.

وأكد أن طموح "سكنة" هو أن تكون الممثل المصري الرائد في هذا المجال عالمياً، وأن تدرج في البورصات المحلية والدولية كنموذج للنجاح في تنظيم الخدمات اللوجستية المرتبطة بالوفاة.

أشار جاب الله إلى أن "سكنة" التي بدأت بثلاثة أشخاص فقط، استطاعت اليوم أن تغير معايير التعامل مع الجنازات في مصر، محولةً إياها من عملية معقدة ومرهقة إلى رحلة وداع تليق بكرامة الإنسان وتوفر السكينة لذويه.