مفتي الكاميرون: التحديات المعاصرة تتطلب فتاوى تستند إلى فهم عميق للنصوص

أكد الشيخ بشير الحاج نانا يونس، مفتي الكاميرون، أن الفتوى ليست مجرد إجابة عن سؤال فقهي، بل هي توجيهٌ يراعي ظروف الإنسان المعاصر وتحدياته المتعددة، من قضايا الأخلاق والاقتصاد والتكنولوجيا، وحتى التغيرات الاجتماعية والبيئية.
جاء ذلك خلال كلمته بجلسة الوفود بالندوة الدولية الثانية التي تنظمها دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والمُنعقدة هذا العام تحت عنوان: "الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة".
- نوصي بإنشاء منابر إلكترونية تفاعلية للفتوى لتعزيز التواصل مع المجتمع
وأشار مفتي الكاميرون إلى أن التحديات المعاصرة، لا سيما في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تتطلب فتاوى تستند إلى فهم عميق للنصوص الشرعية وقدرة على استشراف متطلبات العصر، وتحافظ على الخصوصية وتشجع الابتكار المسؤول، مع ضمان الأمان والشفافية، مثل استخدام الروبوتات في التعليم والرعاية الصحية.
وفي المجالين الاقتصادي والاجتماعي، أوضح أن الفتوى تلعب دورًا محوريًا في توجيه المجتمع نحو حلول عادلة ومستدامة، عبر دعم التمويل الإسلامي الأخضر، وتشجيع العمل الحر والريادة، مع الحفاظ على الأمان الوظيفي وحقوق العمال، مشددا على أهمية الفتوى في تعزيز التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان، ودعا إلى احترام حقوق الأقليات في المجتمعات متعددة الثقافات، ودعم مبادرات التعليم الديني المشترك الذي يبرز القيم الإنسانية المشتركة.
وأكد الشيخ بشير الحاج نانا يونس على أهمية إنشاء منابر إلكترونية تفاعلية للفتوى تتيح للناس طرح أسئلتهم واستقبال إجابات مستندة إلى الشرع والعقل، وورش عمل تجمع بين علماء الدين وخبراء العلوم الاجتماعية والتكنولوجيا، لبحث القضايا المعاصرة، ولفت إلى أن عنوان الندوة «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة» ليس مجرد شعار، بل يعكس نبض الواقع والمستقبل، ويبرز وعيًا عميقًا بمتغيرات العصر وفرصه الواعدة، مشيرًا إلى الدور المحوري للإفتاء في الكاميرون، حيث يلعب صوت العلم الشرعي دورًا أساسيًا في حياة المسلمين، مؤكدًا أهمية مراعاة التنوع اللغوي والثقافي في البلاد التي تضم أكثر من 200 لغة، لضمان وصول الفتوى إلى كافة فئات المجتمع بكفاءة وفاعلية.
وفي ختام كلمته، شدد مفتي الكاميرون على ضرورة أن تكون الفتوى أكثر انفتاحًا واستجابةً لتحديات العصر، وأن تُستثمر كأداة فعّالة لبناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهارًا، داعًيا الجميع للعمل معًا من أجل خدمة الدين الإسلامي والإنسانية، مؤكدًا على التمسك بالقيم الشرعية والأخلاقية في مواجهة تحديات الواقع المعاصر.

