الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : على عرفات الله كان لى عهد لرب العالمين له علاقة بالوطن .

تتنازعنى نفسى طوال الوقت وتتملكنى الحيره ، حيث يأخذنى الواقع إلى طريق مسدود ، خاصة بعد تلك التدخلات المريبه التى تم رصدها فى الإنتخابات مدعومه بالمال السياسى الفاسد الذى أصبح واقعا تعايش معه الجميع رغما عنهم ، وإفتقاد الشعور بالأمان المجتمعى لضيق ذات اليد ، عمق ذلك الجهاله التى رسخت أنه فى لحظه قد يجد الإنسان نفسه فى موضع إتهام لرأى طرحه ، أو رؤيه لديه هى حصيلة سنوات طوال فى المعترك السياسى ، فى نفس الوقت أتمسك بالأمل فى غد مشرق حتى ولوكان المستفيد من رغد العيش ، والأمن والأمان ، والإستقرار الأجيال القادمه ، وأهمية أن أظل ثابتا فى مكانى أعشق وطنى ، وأحب بلدى ، وأنشد الحق ، وأتمسك بالحريه ، وأعمل على ترسيخ الحب المفقود بين بنى البشر ، وعدم التنازل عن المناداه بأن يكون إحساسنا إيجابيا مهما كانت الظروف ، ومهما كانت التحديات ، ومهما كان المؤثر الخارجى ، ويكفى إصرارا على ذلك القناعه بأن اليأس خطيئه .
وسط هذا الشعور المحبط زلزل كيانى يوما كنت فيه على عرفات الله ، حيث وقفت أناجى ربى وأزرف الدمع على ماآلت إليه أحوال البشر فى كل أوطاننا العربيه ، وعلى مانحن فيه من تقصير فى حق البلاد والعباد ، وقبلهم رب الأرباب ، فى هذا الجو الإيمانى العظيم جددت العهد لرب العزه عز وجل على أن أقدم الخير للناس ، وأحافظ على وطنى ، وأنشد الحقيقه ، وأتمسك بالحق ، وماكان لى أن أخلف عهدا قطعته على نفسى لمالك الملكوت عز وجل فى لحظات صدق وإنكسار لرب العالمين سبحانه نطق بها قلبى عبر نبضاته .
صراع رهيب مع النفس يتملكنى منذ فتره طويله وكثر من أبناء الوطن من الساسه والمهمومين بأحوال العباد ، مؤداه ألا أوجع دماغى وأترك الملك للمالك ، وأكتفى برصد الواقع المجتمعى ومتابعة المشهد السياسى بغية التحليل وإستلهام الدروس ولو على إستحياء ، وذلك ككاتب صحفى متخصص ، وأغلق كمواطن على نفسى الباب ، لأنعم بالسكينه والهدوء ، مرجع ذلك هذا الهزل الذى يتنامى ، وقلة الأدب التى تتعاظم ، والمساخر التى طالت كل شيىء ، وهذا التشرذم الذى يشهده المجتمع ، وتلك الإنتخابات الهزليه ، والصراعات التى أصبحت من المسلمات ، وهذا الإستخدام البشع للتواصل الإجتماعى الذى خلف إبداعا فى السباب والشتائم ، وتنامى نهج التطاول ، وقلة الأدب حتى قال عنا البعض أننا أصبحنا شعب قليل الأدب ، دون إدراك أننا شعب عظيم لكن إنعدمت التربيه فى البيوت .
هذا الشعور وإن تعاظم الآن إلا أنه ليس وليد اليوم ، أو اللحظه ، إنما مرجعه سنوات حيث لاتغيير يلوح فى الأفق ، ولاأمل فى إحداث حلحله لهذا الواقع المتردى ، حيث نرى أطروحات جميعها تصب فى صالح الوطن خاصة تلك التى تم طرحها فى الحوار الوطنى ، لكن فى النهايه لاشيىء ، وضعت فى الأدراج ، أو ألقى بها فى سلة المهملات ، فكان من الطبيعى أن نلمس واقعا غريبا يفرض على الجميع الآن ، ولنا فيما يحدثه قادة أحزاب الموالاه من صخب ممزوج بالإستعلاء ، وممهور بالخيلاء إلا خير شاهد ، يضاف إلى ذلك ماشهدته الإنتخابات البرلمانيه من مهازل ، ولولا حكمة الرئيس وتدخله الرائع لتعاظمت السلبيه ، ولبات الأمر كارثى ، ولفقد الناس الثقه حتى فى أنفسهم ، بل إننى كل يوم أحمد الله تعالى على رفضى الترشح فى إنتخابات مجلس النواب الأخيره أو حتى المشاركه فيها لإعتبارات كثيره ، أهمها أننى كنت نائبا أنتمى للمعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، زمن كان فيه للأحزاب قيمه ، وكان النائب يتمسك بالشموخ ويزلزل الأرض من تحت الأقدام بمواقفه وثباته ، ويواجه فيه أباطره الفساد ، ولقد سجلت مضابط جلسات البرلمان ولجانه مواقف مشرفه لنواب كانوا يفرضون الإحترام على أى حكومه ، وأى وزير ، وأى مسئول رغم حدة الخلاف حول الكثير من الموضوعات وكذلك التصدى لما يتم رصده من إخفاقات .
نعــم .. كان من الطبيعى أن أعطى ظهرى لهذا المشهد العبثى ، وليس أدل على ذلك من أنه ذات يوم قهر نفسى ذات يوم ليس بالبعيد قام فيه أمن شركة مصر للغزل للغزل والنسيج بالمحله الكبرى بمنع النواب محمد خليفة ، والدكتور محمود شحاتة ، والدكتور محمد عبده ، ونعمت قمر، أعضاء مجلس النواب عن المحله الكبرى من دخول مقر الشركة لحضور لقاء أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام فى ذلك الوقت مع قيادات الشركه أثناء زيارته لها ، وكذلك لم يستطيعوا لقاء صاحب المعالى السيد الوزير بتعليمات من الساده أصحاب السعاده قيادات الشركه . أحد النواب إتصل بى لعرض هذا الأمر فى الصحافه كصحفى متخصص فى الشئون البرلمانيه ، مستنفرا لدى موقعى البرلمانى السابق ، وذلك لفضح قيادات الشركه والوزير أمام الرأى العام . تلك الواقعه تلخص المشهد الحقيقى لوضع النواب والذى يمتد إلى الآن فى المجتمع ، وتعكس مدى الإستهانه بهم ، والإستخفاف بدورهم .
خلاصة القول .. رغم هذا القهر النفسى الذى يتملكنى تأثرا بواقع الحال ، ومعى كثر من أبناء الوطن ، إلا أننى أتصور أننا جميعا مطالبين بإستشعار مسئولياتنا الوطنيه ، والإبتعاد عن المزايدات الرخيصه ، وأن يكون منطلقنا جميعا فى التناول أوالطرح لأى قضيه سياسيين كانوا ، أوحزبيين ، أوكتاب صحفيين محترفين متسما بالضمير الوطنى الحى ، والإحساس بالمسئولية الحقيقيه تجاه الوطن كيانا ، ومكانا ، وشعبا ، وهذا لن يتأتى إلا بالتعايش الكامل مع الوطن وقضاياه وكل أبنائه ، كما أتصور بمنتهى الشفافيه والعقلانيه أن الإنطلاق فى طرح أى قضيه أو مشكله يجب أن يكون عبر تطوير ماهو قائم بحيث يحقق نتائج فاعله ، وليس عبر مزيد من الإحتقان ، والتردى .

