بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

رحم الله الطفل يوسف، بطل السباحة الصغير ، رسالة مهمة إلى المدربين و أولياء الأمور

البطل يوسف
إيمي حمدي سراج -

رحم الله الطفل يوسف، بطل السباحة الصغير، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصبر والسلوان.

قدمتُ في السابق العديد من الرسائل التحذيرية حول خطورة المنافسات المبكرة في سن ما قبل البلوغ، خاصة تلك التي تعتمد على الشدة القصوى لمدة تتجاوز عشر ثوانٍ. هذا النوع من الجهد يدخل ضمن نطاق تحمل السرعة، وهو نظام يعتمد على الطاقة اللاهوائية لفترات طويلة، بينما أجهزة الطفل الحيوية غير مهيأة فسيولوجيًا لتحمل مثل هذا العبء في هذه المراحل العمرية.

رسالة مهمة إلى المدربين:

مرحلة من ست إلى تسع سنوات تُعرف بمرحلة "التعلم للتعلم"، وهدفها الأساسي إكساب الطفل المهارات الحركية الأساسية والتكنيك.

مرحلة من تسع إلى اثنتي عشرة سنة تُسمى "التعلم للتدريب"، وتركز على تعلم المهارات التخصصية والقدرات البدنية الأساسية.

حتى سن الثانية عشرة تظل هذه المراحل مخصصة للتعلم، وليست للتنافس أو التدريب الشديد.

مرحلة من الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة هي مرحلة "التدريب بهدف التدريب"، وفيها يبدأ وضع الخطط السنوية وبدء التخصص الرياضي.

مرحلة من الخامسة عشرة إلى الثامنة عشرة هي مرحلة "التدريب للمنافسة"، وهي السن المناسب لبدء المنافسات الجادة.

للأسف، يبدأ كثير من المدربين تطبيق تدريبات عالية الشدة وتنظيم منافسات عنيفة في سن التاسعة والعاشرة، وهو خطأ كبير من الناحية الفسيولوجية والنفسية. تعريض الطفل للمنافسة الشديدة مبكرًا يؤدي إلى الاحتراق الرياضي، وتثبيت المستوى وعدم القدرة على التطور لاحقًا. وفي كثير من الأحيان، عندما يتوقف تطور الطفل، يلجأ المدربون إلى زيادة شدة التدريب، وهو ما يؤدي إلى الإصابات أو إلى انسحاب الطفل من الرياضة بالكامل.

ورغم أن التدريب العنيف قد يُظهر نتائج سريعة، فإنها نتائج خادعة ومؤذية على المدى الطويل.

نصيحتي لأولياء الأمور:

توقفوا عن الضغط المستمر على الأطفال ومقارنتهم بزملائهم أو اتهامهم بالتقصير. من الطبيعي أن يختلف مستوى الأطفال وفق قدراتهم وإمكاناتهم الفردية. دور الأسرة هو التشجيع الإيجابي والدعم، لا خلق صراع نفسي داخل الطفل. الرياضة ليست وسيلة لتحقيق البطولات فقط، بل هدفها الأكبر بناء جيل سليم جسديًا ونفسيًا، وملء أوقات فراغ الأطفال بما يحميهم من الانحرافات السلوكية.

حفظ الله أبناءنا جميعًا من كل سوء، ورحم يوسف، وجعل مثواه الجنة، وربط على قلب أسرته.