في يوم التوعية العالمي للإيدز.. معلومات أساسية عن المرض

في الأول من ديسمبر من كل عام، تحت شعار التوعية بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، يتحد العالم لتعزيز الالتزام بالوقاية والعلاج ودعم المصابين، وتسليط الضوء على الجهود المستمرة لوقف انتشار العدوى. هذا اليوم لا يهدف فقط إلى التذكير بخطورة المرض، بل أيضًا إلى ترسيخ ثقافة المسئولية الفردية والجماعية في حماية النفس والآخرين، استنادًا إلى المعرفة الطبية الدقيقة والتعامل الواعي مع طرق العدوى والوقاية.
وفقًا لتقرير نشره موقع Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، فإن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية تعتمد على فهم دقيق لمسارات انتقاله، وكيفية كسر هذه السلاسل في الوقت المناسب، من خلال وسائل دوائية وسلوكية أثبتت فعاليتها علميًا خلال السنوات الأخيرة. ويؤكد الموقع أن الوقاية لا تقتصر على تعليمات التواصل الآمن فى العلاقاقة الجنسية ، بل تشمل منظومة متكاملة من الإجراءات تبدأ بالفحص المبكر وتنتهي بالعلاج الوقائي قبل أو بعد التعرض للفيروس.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عبر سوائل الجسم التي تحتوي على تركيز عالٍ من الفيروس، مثل الدم، والسائل المنوي، والإفرازات المهبلية والشرجية، وكذلك حليب الأم. ويحدث الانتقال عندما تلامس هذه السوائل جرحًا مفتوحًا، أو يتم حقنها مباشرة إلى مجرى الدم.
وفي المقابل، لا ينتقل الفيروس عبر المصافحة، أو التقبيل الاجتماعي، أو استخدام الأدوات المنزلية المشتركة، أو لسعات الحشرات، وهي معلومات تُصحح كثيرًا من المفاهيم المغلوطة الشائعة في المجتمعات.
وسائل الوقاية الأساسية
تشير البيانات الصادرة عن موقع (NIAID) إلى أن الوقاية تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: السلوك الجنسي الآمن، والوقاية الدوائية، والفحص المنتظم.
الوقاية لدى النساء والأطفال
تلعب الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل دورًا جوهريًا في الحد من الإصابات الجديدة. المرأة المصابة التي تتلقى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART) بانتظام أثناء الحمل والولادة، يمكنها تقليل احتمالية نقل العدوى إلى جنينها إلى أقل من 1%. كما يُعطى المولود علاجًا وقائيًا قصير الأمد بعد الولادة لتعزيز الحماية.
حماية الآخرين
بالنسبة لمن يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، فإن الالتزام بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية لا يحافظ فقط على صحتهم، بل يمنع أيضًا انتقال العدوى إلى الآخرين. فعندما تصل كمية الفيروس في الدم إلى مستوى غير قابل للكشف، يصبح احتمال نقل العدوى شبه معدوم، وهو ما يُعرف علميًا بمبدأ Undetectable = Untransmittable (U=U)، أي “غير قابل للكشف يعني غير ناقل للعدوى”.
يؤكد الخبراء أن الطريق نحو إنهاء وباء الإيدز يمر عبر ثلاث خطوات مترابطة: المعرفة، الوقاية، والعلاج. فكل فحص مبكر وكل علاج منتظم هو خطوة إضافية نحو كسر حلقة الانتشار. التوعية لا تزال السلاح الأهم، لأن الفيروس لا يزال يستهدف الجهل أكثر من أي شيء آخر.

