الكاتب الصحفى أحمد موسى الضبع يكتب: مصر تكتب فصلاً جديداً في الدفاع العالمي عبر «إيديكس 2025»

في لحظة تُشبه افتتاح عصر جديد للصناعات الدفاعية المصرية، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من معرض «إيديكس 2025» وسط أجواء تُجسد مكانة مصر المتنامية كقوة إقليمية قادرة على صناعة الردع، وتشكيل موازين الأمن في المنطقة، الحدث لم يكن مجرد معرض للسلاح، بل منصة عالمية تُعلن منها مصر أنها تمتلك رؤية، وقوة، وإرادة، وصناعة وطنية تقف على أرض صلبة، وتحظى بدعم القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الاعلي للقوات المسلحة المصرية الذي يُدرك معنى أن تكون الدولة قوية.
منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس السيسي إلى مركز المنارة ومركز مصر للمعارض الدولية، بدا واضحًا أن مصر تُقدم نسخة هي الأضخم والأكثر تطورًا منذ انطلاق «إيديكس» عام 2018، استقبال رسمي رفيع المستوى، مشاركة دولية غير مسبوقة، ووجود صناعات دفاعية مصرية خالصة تقف نِدًّا لأكبر الشركات العالمية، ورسالة واضحة للعالم بأن القاهرة أصبحت مركزًا إقليميًا للصناعة العسكرية، وشريكًا يُعتدّ به في معادلة الأمن الدولي.
خلال الافتتاح، وقف الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي ليؤكد أن مصر تمتلك اليوم جيشًا قويًا وحكيمًا، يبني ولا يهدد، يحمي ولا يعتدي، ويحمل رؤية مبكرة لما يشهده العالم من صراعات وتحولات متسارعة. كلمة وزير الدفاع جاءت لتكشف حجم الدعم المباشر من الرئيس السيسي لتطوير قدرات القوات المسلحة، وإصراره على أن تكون مصر قادرة على حماية أمنها وحدودها ومصالحها، وأن تظل القوة التي لا تُستفز ولا تُستدرج.
وتجلّت صورة الدولة القوية مرة أخرى في مشاركة وزارة الإنتاج الحربي بقيادة المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، الذي دفع الصناعة العسكرية المصرية إلى مستوى جديد تمامًا، حيث كشف الوزير عن مجموعة من المنتجات العسكرية التي تُعرض لأول مرة، وفي مقدمتها الراجمة «ردع 300» التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، والمركبة «سينا 806» المصنعة بالكامل بأيادٍ مصرية، ومنتجات أخرى تؤكد أن مصر لم تعد مجرد مستهلك، بل مُنتِج يصنع ويطور ويبتكر.
أيضا كشف الوزير عن إنجاز استراتيجي استثنائي: نجاح مصر في توطين صناعة الصلب المدرع حتى سمك 30 مم، لتصبح واحدة من ست دول فقط على مستوى العالم تمتلك هذه القدرة النادرة. خطوة تفتح الباب أمام استقلال كامل في تصنيع الدبابات والمدرعات القتالية، وتعكس نقلة حقيقية في الصناعة الثقيلة داخل الدولة.
وعندما نلقى الضوء على الهيئة العربية للتصنيع، فقد حضرت بقوة داخل «إيديكس 2025»، مقدمةً نماذج حديثة لمنتجات جديدة من بينها الأتوبيس المدرع الذي جاء بتصميم مبتكر وتجهيزات متقدمة، إلى جانب منظومات مطورة تعمل في بيئات متنوعة، وهو ما يعكس الدور المحوري للهيئة في دعم الصناعة الدفاعية والاعتماد على الذات.
خلال جولة الرئيس السيسي داخل أجنحة المعرض، ظهر حضور وانبهار الشركات العالمية الكبرى من أكثر من 25 دولة، إلى جانب تواجد رسمي من أكثر من 100 دولة، وحضور عشرات الآلاف من المتخصصين والخبراء هذا الحجم من المشاركة لم يأتِ من فراغ، بل هو انعكاس لمكانة مصر السياسية والعسكرية والاقتصادية، وثقة العالم في قدرتها على تنظيم فعاليات بهذا المستوى، وفي الوقت نفسه إنتاج منظومات دفاعية قادرة على المنافسة.
«إيديكس 2025» لم يكن مجرد استعراض لقدرات صناعية، بل كان شهادة جديدة على نجاح رؤية الرئيس السيسي في خلق صناعة حربية وطنية، تقف على قاعدة تكنولوجية متطورة، وتقدم منتجات تجعل مصر عنوانًا للقوة الذكية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
اليوم تُعلن القاهرة دون ضجيج أنها تمتلك القدرة، والرؤية، والشراكات، والإرادة وأن الصناعة العسكرية لم تعد حلماً، بل واقعًا صنعه المصريون، ويدعمه رئيس يعرف أن سلام الدول لا يُحمى بالأمنيات، بل بالقوة.

