بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي صالح شلبي يكتب: مصر تستعرض قوة المستقبل في «إيديكس 2025» ..السيسي يقود الجمهورية نحو عصر جديد من التفوق العسكري

الكاتب الصحفي صالح شلبي
-

في مشهد يليق بدولة اختارت أن تمسك بزمام مستقبلها وتعيد رسم مكانتها بعزيمة ووضوح، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من معرض الصناعات الدفاعية «إيديكس 2025» في القاهرة الجديدة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. الافتتاح لم يكن مجرد حدث بروتوكولي؛ بل كان إعلانًا عمليًا بأن مصر تسير وفق خطة استراتيجية لصناعة القوة التي تحمي أمنها وتدعم دورها الإقليمي والدولي.

منذ لحظة وصول الرئيس السيسي إلى مركز المنارة ومركز مصر للمعارض الدولية بدا أن الدولة تُقدّم للعالم رسالة قوة واستقرار. الرئيس الذي قاد خطوة تجديد مؤسسات الدولة، يقود اليوم نهضة تسليحية وصناعية جعلت «إيديكس» من أكبر معارض الدفاع في المنطقة، ومنبرًا يجمع صناع قرار وقادة جيوش من أكثر من مئة دولة.

الرئيس السيسي: سلامٌ مدعومٌ بقدرة راسخة

حضور الرئيس السيسي للمعرض وتفقده للأجنحة المصرية والعالمية لم يكن مناسَبة عادية؛ بل هو رسالة واضحة أن مصر دولة تسعى للسلام، لكنها لا تتخلى عن حقها في امتلاك أدوات ردع فعّالة. سيادة القرار الوطني وتعزيز القدرة الدفاعية عنصران أساسيان في رؤية القيادة التي تراها ضرورة لحماية الاستقرار ودرء التهديدات.

في جولته التقط الرئيس صورة تذكارية مع كبار المشاركين، وزار أجنحة إدارة المركبات، وزارة الإنتاج الحربي، الهيئة العربية للتصنيع، فضلاً عن أجنحة الإمارات والأردن، في إشارة إلى الحرص على علاقات الشراكة والتعاون.

القائد العام للقوات المسلحة: استثمار في السلام والاستقرار

استعرض الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، في كلمته أبعادًا استراتيجية لرسالة المعرض بأن امتلاك القدرة الدفاعية استثمار أساسي في السلام. تحدث عن تحولات المنطقة والتحديات المتسارعة، وتأكيدة أن القوات المسلحة المصرية تبني قوة رشيدة تحفظ الأمن ولا تسعى للتهديد، وأن المسار الذي تقوده الدولة المصرية يهدف إلى حماية المواطنين وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال شراكات عملية وتدريبات مشتركة وتبادل الخبرات.

كما ربط القائد العام بين النهضة الثقافية والاقتصادية — مثل افتتاح المتحف المصري الكبير — وبين النهضة الصناعية والعسكرية التي تعكس صورة مصر القوية على الساحتين الحضارية والاستراتيجية.

الإنتاج الحربي: أدوات وطنية وتصنيع بمواصفات عالمية
قدم المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، رواية ملموسة عن إنجازات قطاع التصنيع العسكري المحلي. الوزارة عرضت منتجات جديدة تُثبت أن مصر ليست مجرد سوق للمعدات بل أصبحت مصنّعًا ومبتكرًا. في مقدمة هذه الإنجازات برزت راجمة الصواريخ «ردع 300» ذات المدى الكبير والقدرة على العمل في تضاريس متنوعة، إلى جانب مركبة «سينا 806» المصممة لإصلاح ونجدة المركبات المدرعة، وصيغ تطوير مميزة لمدفع ثنائي 23 مم محمّل على عربات خفيفة.

ولا يقلّ أهمية عن ذلك الإعلان عن توطين إنتاج الصلب المدرّع حتى سمك 30 مم — إنجاز يجعل مصر ضمن قائمة ضيقة من الدول القادرة على إنتاج هذا النوع من المواد الإستراتيجية، ويؤكد نجاح السياسة الرئاسية في تحويل الخبرات والقدرات الوطنية إلى منتج استراتيجي.

شراكات وتوطين: نموذج K9A1 EGY

لم يقتصر المعرض على عرض المعدات فحسب، بل كان منصة لإعلان شراكات استراتيجية؛ أبرزها نموذج منظومة الهاوتزر 155 مم (K9 A1 EGY) الذي يعكس رغبة مصر في توطين أحدث تكنولوجيات المدفعية داخل مصانعها. الإعلان عن تجهيز خط إنتاج وتسليم أول كتيبة خلال النصف الأول من 2026 يضع مصر على مسار التحوّل من مستهلك تقني إلى بلد مصنّع قادر على تلبية احتياجات قواته وتصدير الخبرة.
الرسالة الأهم: جيش يبني ومستقبل يصنع
جولة الرئيس ولقاءاته مع ممثلي كبرى شركات الصناعات الدفاعية العالمية ختمت رسالة واحدة: مصر لا تصنع القوة من أجل الغلبة، بل لصون الاستقرار وبناء مستقبل آمن لشعبها والمنطقة. وفي «إيديكس 2025» بدا واضحًا أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس السيسي، ومن خلال دعم قيادتها العسكرية ومدارسها التصنيعية، تعمل على خلق توازن جديد يبنى على المعرفة والتكنولوجيا والقدرة الصناعية.
إيديكس 2025» نقل مصر من خانة الحضور إلى خانة الفعل؛ من بلد يشتري التقنية إلى بلد يصنعها ويطوّرها ويصدّرها. وعلى أرض المعرض كانت الرسالة واضحة: سلام مدعومٌ بقوة، وأمن مبني على صناعة وطنية صلبة، وقيادة سياسية تُدرك جيدًا مقومات الأمن ومستقبله.