الكاتبة الصحفية غادة أبو طالب تكتب :قيادات لن ينساها التاريخ ببطولة العالم للكاراتية

لم يكن إستاد القاهرة الدولي مجرد ساحة منافسة في بطولة العالم للكاراتيه، بل تحول خلال الأيام الماضية إلى منصة تُبرز قدرة الدولة المصرية على إعادة صياغة مفهوم التنظيم الرياضي العالمي، بعد عودة البطولة إلى أفريقيا لأول مرة منذ 37 عامًا، ومع هذا الزخم، برزت أسماء قيادية صنعت الفارق على أرض الواقع، وتركت بصمة واضحة في نجاح النسخة الحالية، ليؤكدون قدرة الدولة على صناعة حدث ضخم يليق باسمها ومكانتها، وهو ما دفع كبار مسؤولي اللعبة عالميًا وعربيًا ومحليًا إلى الإشادة بما تحقق منذ اليوم الأول للبطولة.
اللواء محمد الدهراوي.. قيادة وطنية صنعت الفارق
قدّم اللواء محمد الدهراوي رئيس الاتحاد المصري للكاراتيه نموذجًا فريدًا للقيادة الرياضية بعد أن وضع لمساته على كل تفاصيل البطولة. الرجل قاد عملية التجهيز من بدايتها، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا، أن تخرج البطولة بصورة عالمية تعكس قدرات مصر في تنظيم الأحداث الكبرى ،حيث يرى البطولة ليست مجرد منافسات، بل رسالة واضحة للعالم بأن الرياضة المصرية تمتلك من الكفاءات والإمكانات ما يجعلها في مقدمة الدول القادرة على استضافة الأحداث الدولية الكبرى.
سيد نصر.. العقل التنظيمي الذي يقف خلف النجاح
من أكثر الشخصيات التي أثارت إعجاب الوفود المشاركة ،الكابتن سيد نصر مدير البطولة ونائب رئيس الاتحاد المصري للكاراتيه، والذي أدّى دورًا محوريًا في إدارة المنظومة التنظيمية للبطولة.
عمل نصر على رسم خطة تفصيلية شملت اللوجستيات والمراسم وتنسيق الفرق وتدقيق كل خطوة، ليظهر الحدث بمظهر يضاهي كبرى البطولات العالمية، من خلال فرق تعمل بروح وطنية، ولديها رغبة حقيقية في أن تضع مصر في مقدمة الدول المنظمة للبطولات الكبرى، " سيد نصر " كان بمثابة "مهندس الحدث" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كل زاوية في الصالة، كل حركة تنظيمية، كل خط سير للجماهير والوفود… وراءها عقل يعمل بدقة شديدة،جهد ضخم كان واضحًا في عيون الجميع، وبدا نصر كقائد ميداني يعيش الحدث لحظة بلحظة، ويدير الأزمات قبل أن تظهر، ويصنع الحلول قبل أن يُسأل عنها، وجوده في قلب البطولة منحها انضباطًا استثنائيًا، يعكس أن التنظيم الناجح لا يعتمد على الإمكانات فقط، بل على العقول التي تُحسن استخدامها.
أ.د. سامح الشبراوي.. خبرة علمية وفنية تثري البطولة
وعن الدكتور سامح الشبراوي، عضو مجلس إدارة الاتحاد وعضو اللجنة الفنية بالاتحاد الأفريقي وأستاذ الكاراتيه بجامعة بورسعيد، فقد منح البطولة بعدًا علميًا وفنيًا مميزًا من خلال مشاركته في لجان المتابعة الفنية، وحرصه على تعزيز التواصل بين الخبرات المصرية والدولية.
حضور الدكتور سامح الشبراوي منح البطولة قيمة إضافية تتجاوز التنظيم المعتاد، فالمتابع يلمس أثر خبراته الأكاديمية والفنية في تفاصيل الأداء الفني، وفي تفاعل الحكام والمدربين والوفود.
الشبراوي دائمًا ما يحمل رؤية تجمع بين العلم والتطبيق، وهو ما بدا جليًا في طريقة تعامله مع الجوانب الفنية داخل البطولة، وفي حضوره الهادئ والواثق بين القيادات الرياضية، ووجوده في هذا المحفل العالمي يضيف لمصر مكانة لا تتحقق إلا حين يجتمع الفكر الأكاديمي مع الاحتراف الرياضي الحقيقي.
اللواء ناصر الرزوقي.. إشادة إماراتية ورسالة أخوة عربية
كان لحضور اللواء ناصر عبدالرازق الرزوقي رئيس الاتحاد الإماراتي والآسيوي ونائب رئيس الاتحاد الدولي للكاراتيه تأثير خاص في أجواء البطولة، بعد إن عبّر عن فخره الكبير بما قدمته مصر، واصفًا التنظيم بأنه «أعلى من التوقعات».
الرزوقي أثنى على الاستقبال والجاهزية والبنية التحتية
اللواء ناصر عبدالرازق الرزوقي، فقد بدا واضحًا مدى تقديره لما قدمته مصر. لم يكن الرجل بحاجة إلى كلمات رسمية كي يعبر عن انطباعه؛ فحضوره، وتواصله مع الوفود، وتفاعله مع أجواء البطولة حمل رسالة تقدير خالصة.
الروح التي ظهر بها الرزوقي عكست عمق العلاقات بين مصر والإمارات، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على مستوى الرياضة والإنسانية والشراكة العربية الحقيقية. وجوده كان بمثابة شهادة عربية ودولية بأن مصر قدّمت نسخة تُدرَّس في تنظيم البطولات.
دبلوماسية رياضية ورسالة عالمية
لم تكن بطولة العالم للكاراتيه مجرد ساحة منافسة، بل منصة للدبلوماسية الرياضية التي تجمع قيادات اللعبة من مختلف القارات، فقد صنعت مصر، من خلال هذا الحدث، جسرًا من التواصل العربي والدولي يعزز التعاون الرياضي، ويرفع من شأن الرياضة المصرية على الساحة العالمية.
وبين نجاح اللواء الدهراوي، ومهارة سيد نصر التنظيمية، وحضور الشبراوي الفكري والفني، وإشادة الرزوقي ، تبدو القاهرة اليوم في قلب المشهد العالمي للكاراتيه، وأن مصر حين تقرر، فإنها تُبدع وتُبهر، وتتحول البطولات الى تاريخ

