أحد علماء وزارة الأوقاف: السوشيال ميديا تهدد قيم احترام الكبير بين الشباب

قال الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل ملحوظ على سلوك بعض الشباب، خاصة الصغار، في تعاملهم مع كبار السن والمجتمع بشكل عام، موضحًا أن بعض الشباب أصبح ينظر إلى الشخص الكبير على أنه "عادي" ولا يملك أي فضل أو مكانة، معتبراً أنه لا فرق بينه وبين أي شخص آخر، وهو ما أدى إلى تراجع قيم الاحترام والتقدير داخل المجتمع.
وأشار الدكتور عبد العزيز، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، إلى أن السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة هو تأثير السوشيال ميديا، التي تجعل الشباب يعتقدون أنهم متساوون مع كل من حولهم، دون إدراك لتاريخ وتجارب وإنجازات من سبقوهم في خدمة الوطن والمجتمع. وأضاف أن كثيراً من الأشياء التي نستخدمها اليوم — من الملابس إلى الأجهزة وحتى وسائل النقل — من صنع جيل سبقنا، ومن هنا يظهر وجوب التقدير والاعتراف بفضل كبار السن.
وأكد الدكتور هشام أن احترام الكبير ليس تفضلاً، بل هو حق وواجب، وأن التعامل مع الشخص الكبير ينبغي أن يكون على أساس التوقير، وهو أعلى وأرقى من مجرد الاحترام. وبيّن أن التوقير يعني الانحناء قليلاً أمامه، أو مساعدته، أو مجرد الاعتراف بفضله ومكانته، مستشهداً بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يكرم كبار الصحابة ويعاملهم بتوقير شديد، حتى في المواقف اليومية.
ولفت إلى أن ضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى بعض الشباب يساهم في استهانتهم بحقوق الكبار، مؤكداً أن الاحترام والتوقير من صميم تعاليم الإسلام، ومن مقاصد الدين في تعليم مكارم الأخلاق. وأضاف أن احترام الكبير لا يعني الموافقة على كل آرائه، بل يمكن الاختلاف مع الحفاظ على أدب الاختلاف والاعتراف بقيمته.
وشدد الدكتور هشام عبد العزيز على ضرورة توعية الشباب بقيم الاحترام والتقدير، والعمل على مواجهة آثار السوشيال ميديا السلبية من خلال التربية الدينية والأخلاقية، وتعليمهم فلسفة التوقير والاعتراف بالفضل لمن أفنى عمره في خدمة الوطن والمجتمع.

