بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الداخلية تُسقط كل محاولات التلاعب بالصناديق .. تفكيك شبكات ”شراء الأصوات”

بعض المتهمين في شراء الأصوات
نادر يوسف -

في ليلة فرز الأصوات بالمرحلة الحالية من انتخابات مجلس النواب 2025، لم يكن المشهد مجرد إغلاق لصناديق الاقتراع إيذاناً بانتهاء يوم انتخابي طويل، إنما كان اختبار عملي لمدى جاهزية وزارة الداخلية وقدرتها على حماية نزاهة العملية الانتخابية من أي محاولات للتأثير على إرادة الناخبين.

فعلى الرغم من الهدوء والانضباط الذي اتسمت به اللجان في مختلف المحافظات، ظهرت في الخلفية محاولات متعجلة للتلاعب بالعملية الانتخابية : بطاقات رقم قومي تُجمع، أموال تُرصد، سلع غذائية تُعد للتوزيع، و”طفطف” يجوب الشوارع في محاولة لكسر الصمت الانتخابي، غير أن جميع هذه المحاولات انتهت إلى نتيجة واحدة : الضبط، والإحباط، والإحالة إلى النيابة العامة.

بدأت الوقائع بمقطع فيديو انتشر يظهر قيام أحد الأشخاص بجمع بطاقات الرقم القومي من مواطنين مقابل وعود بـ«تصويت مضمون».

تحركت أجهزة الأمن بسرعة وحسم، فتم تحديد هوية المتهم وضبطه في وقت وجيز، ومع مواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة، لتبدأ النيابة التحقيق في القضية بوصفها إحدى أبرز محاولات التلاعب بالصوت الانتخابي.

وفي مدينة المحلة الكبرى، ضبطت الأجهزة الأمنية سيدتين بحوزتهما حقائب تحتوي على بطاقات رقم قومي وكروت دعاية ومبالغ مالية مجهّزة مسبقًا لاستخدامها في شراء الأصوات.
وبفضل نقطة تفتيش أمنية يقظة، تم إحباط المخطط وتسليم المضبوطات، وبدأ اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق المتهمتَين.

وفي مركز أول طنطا، أُلقي القبض على شخص يحمل كوبونات سلع غذائية وكروت دعاية كان يستعد لتوزيعها كوسيلة لحث ناخبين على التصويت لمرشح بعينه، وتم إحالة الواقعة للنيابة العامة ضمن إطار المواجهة الحازمة لـ«المال الانتخابي».

كما ضبطت الأجهزة الأمنية في منطقة سنطة سيدة كانت تستعد لتوزيع كروت دعاية مخالفة بالقرب من إحدى اللجان، وتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، تنفيذًا لضوابط الهيئة الوطنية للانتخابات التي تمنع أي شكل من أشكال الدعاية داخل محيط اللجان.

وفي مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، استعان أحد المرشحين بـ«طفطف» مجهز بمكبرات صوت وصور دعائية بهدف اجتذاب أصوات الناخبين في يوم الصمت الانتخابي.. لكن جولته لم تستمر طويلًا؛ إذ ضبطت الأجهزة الأمنية السائق وتم التحفظ على المركبة فورًا باعتبارها وسيلة دعاية مخالفة.

وفي منطقة السلام أول بالقاهرة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شخصين كانا يحملان مبالغ مالية معدة للتوزيع على الناخبين، واتُّخذت الإجراءات القانونية بحقهما على الفور، ما حال دون تنفيذ محاولة تهدف للتأثير على إرادة المواطنين.

وفي منطقة البرلس بكفر الشيخ، حاولت سيدة إقناع عدد من السيدات بالحصول على حقائب سلع تموينية مقابل الإدلاء بأصواتهن لمرشح محدد.. تم ضبط المتهمة وإحالتها للنيابة قبل بدء أي عملية توزيع.

وعلى الرغم من اختلاف الأدوات المستخدمة—أموال نقدية، كوبونات غذائية، سلع تموينية، دعاية عبر «طفطف»، أو جمع بطاقات رقم قومي فإن القاسم المشترك في جميع الوقائع كان واحدًا.. محاولات فردية لإفساد نزاهة العملية الانتخابية تصدت لها وزارة الداخلية بحزم ونجاح.

فقد اعتمدت الوزارة على التحرك السريع، والرصد الدقيق، ومتابعة البلاغات لحظة بلحظة، وإحالة كل واقعة إلى جهات التحقيق المختصة، مما ساهم في الحفاظ على هدوء اللجان وحماية الإرادة الحرة للناخبين.

أثبتت ليلة الفرز أن حماية الصندوق لم تكن مجرد شعار انتخابي، بل ممارسة حقيقية على الأرض.. فبين يقظة القوات، وسرعة التحرك، وصرامة الإجراءات القانونية، تمكنت وزارة الداخلية من عبور اليوم الأصعب في العملية الانتخابية دون السماح لأي خرق بأن يتطور أو يمر دون حساب.

وبذلك جاءت نتائج الفرز متناغمة مع الواقع على الأرض، تعبيرًا مباشرًا عن إرادة ناخبين اختاروا ممثليهم دون تدخل، في ظل منظومة أمنية قوية حافظت على نزاهة العملية الانتخابية واستقرارها.