بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : إنتهت الإنتخابات وإنفض المولد وبقيت الدروس منطلقا للتصويب .

محمود الشاذلى
-

إنتهت الإنتخابات البرلمانيه بالأمس وإنفض المولد ، وسيبتهج من فاز ، ويبتئس من خسر .. يبقى اليقين راسخ أن ماطالها من خلل طرحه كثر مواطنين ، ومرشحين ، وساسه ، وصحفيين ، ومراقبين ، وذلك من واقع حقيقى عايشوه سيكون محل نظر القياده السياسيه ، وسيكون هناك بشأن تلك الإنتخابات قرارا شفافا ، كبيان الرائع للرئيس الذى أعاد الثقه التى زعزعها فى النفوس ماعايشه الناس كل الناس ، من تردى طال كل مجريات العمليه الإنتخابيه ، وهزل إنطلق منه جوانب كثيره ، كما يتعاظم اليقين أن قضاء مصر الشامخ سيكون له موقف عند نظر الطعون الإنتخابيه ، ومطالعة ماتم رصده من تجاوزات خطيره طالت العمليه الإنتخابيه يجعلنا نفخر بحق بقضائنا ، ونتعايش مع الشعار الذى ظللنا نردده جيلا بعد جيل عن قناعه أن فى مصر قضاء .

إنتابنى الذهول منذ صباح أمس وكذلك كثر حيث رصدنا وضعا إنتخابيا فى ختام المرحله الثانيه للعمليه الإنتخابيه يعكس ترديا مجتمعيا غير مسبوق ، أصاب الجميع بإحباط شديد ، تنامى ذلك وتعاظم حيث الإستعدادات التى تم رصدها لبعض مرشحى القائمه المطلقه تلك التى تتعلق بالإحتفال بنجاحهم فى الإنتخابات ، وبالدقه بحصولهم على عضوية البرلمان رغم إختفائهم عن المشهد ، وعدم بذلهم جهدا ولو من خلال التواجد مع الناس وإقناعهم بهم ، اللهم إلا البانارات ، واللافتات الفخيمه ، والتى فيها إلتقطت صوره جميعهم فيها يرتدون زيا واحدا ، وهذا يعكس هزلا ما بعده هزل ، نبه الجميع لكارثية القائمه المطلقه التى فرضت نوابا بالباراشوت رغم أنوف كل المصريين ، لاسامح الله من فرضوها على شعبنا العظيم ، ولاعزاء للديمقراطيه ، هذا الوضع المعكوس جعل الجميع يترحمون على الإراده الشعبيه التى أصبحت فى خبر كان ، وجعل اليقين مستقرا أنه لاأمل فى برلمان لأنه لايمكن له بهذا الوضع أن يعبر عن إرادة المصريين ، تزايد الألم حيث إختفى مرشحى القائمه سيرا على نهج مرشحى القائمه فى إنتخابات المرحله الأولى ، وكأنهم يخرجون ألسنتهم للشعب ولاسامح الله من فرضهم علينا وجعلهم ينيبون عن الشعب .

أصدقكم القول أصابنى الذهول مما تابعته لمجريات المرحله الثانيه للإنتخابات البرلمانيه التى تمت فى بعض المحافظات ، وما تم الترويج له بسذاجه منقطعة النظير ظنا أن ذلك يعمق الإنتماء ويؤكد المشاركه ، إنطلق ذلك من المال السياسى الفاسد ، وشراء الأصوات ، الأمر الذى معه بات من الطبيعى أن ندرك وقبلنا الرئيس خلل جسيم طال العمليه الإنتخابيه ، هذا الخلل تم رصد كافة جوانبه ، وتوثيقه فى محاضر رسميه تم فيها إثبات جوانب الخلل ، الذى بمقتضاه أبطلت الهيئة الوطنيه للإنتخابات الإنتخابات فى عدد 19 دائره وقررت إعادة الإنتخابات بها لثبوت ماطالها من عبث وهذا دليل كافى ليوصم تلك الإنتخابات بالعوار الشديد .

يتعين إنصافا ضرورة التأكيد على وجود بعض الجوانب الإيجابيه لايمكن إغفالها إحقاقا للحق ، والتى تنامت فى المرحله الثانيه للإنتخابات تناغما مع بيان الرئيس ، وتصويبا للعوار الذى شهدته المرحله الأولى ، أبرزها عدم تنصل أى مؤسسه معنيه بالإنتخابات فى القلب منها الهيئه الوطنيه للإنتخابات ، من التصدى لمواطن الخلل فى حينه ، وهذا التجاوب الرائع والفورى للشرطه للتصدى لمواطن الخلل الذى تم تحديده من خلال الرصد العملى على الأرض ، والمتمثله فى عدد كبير من المخالفات والتى تم التصدى لها وإتخاذ الإجراءات القانونيه حيالها ، إنطلاقا من دوائر بالغربيه مثل توجيه الناخبين للتصويت لمرشح معين ، وقيام بعض الأفراد بجمع البطاقات وتوجيه الناخبين للتصويت لصالح مرشح بعينه مقابل دفع أموال لهم ، وكذلك إستخدام بعض الجمعيات الخيريه فى الدعوه لمرشح بعينه مقابل منحهم مقابل مادى وعينى . من أجل ذلك مازال الأمل فيما هو قادم أن ندرك واقعا أفضل من ذلك ينطلق من تصويب هذا التردى الذى عايشناه فى تلك الإنتخابات .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .