بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : الداخلية درع النزاهة وصمام أمان الانتخابات

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

ملحمة أمنية حقيقية… عنوانها وزارة الداخلية المصرية ورجالها الذين أثبتوا، مرة أخرى، أنهم خط الدفاع الأول عن نزاهة الوطن وكرامة الإرادة الشعبية. فما شهدته انتخابات مجلس النواب – المرحلة الثانية – لم يكن مجرد عملية اقتراع عادية، بل كان اختبارًا صارمًا للدولة، ولقدرة مؤسساتها على حماية صوت المواطن من كل عبث أو ابتزاز أو شائعة أو محاولة لشراء الضمائر.

وفي هذا الاختبار الصعب، وقفت وزارة الداخلية ورجالها كالأسود، لا يغمض لهم جفن، ولا تهتز لهم يد، ولا يتهاونون أمام أي تجاوز، ليكتبوا ملحمة جديدة في سجل الأمن المصري.
منذ الدقائق الأولى لفتح اللجان وحتى آخر ساعة، كانت التعليمات واضحة من الوزير المحترم اللواء محمود توفيق، لا تهاون.. لا مجاملة.. لا أحد فوق القانون.. وحماية إرادة الناخب خط أحمر. وقد ترجمت أجهزة الوزارة هذه التعليمات إلى عمل ميداني مكثّف، بمستوى من اليقظة والحسم يستحق الإشادة والتقدير. لقد قدّم الوزير نموذجًا فريدًا في القيادة الأمنية الواعية، قيادة تعرف متى تحسم ومتى تحتوي، ومتى تضرب بيد من حديد لحماية الوطن.
الداخلية سياج النزاهة الانتخابية
بينما تتولى الهيئة الوطنية للانتخابات الجانب الإداري والإشرافي، جاءت وزارة الداخلية لتقوم بدورها الأمني الصارم، فكانت العين التي لا تنام، واليد التي تبطش بكل من يحاول تلويث عرس الانتخابات، سواء بشراء الأصوات، أو نشر الشائعات، أو افتعال المشاجرات، أو بث مقاطع مفبركة تستهدف التشكيك في العملية الانتخابية.
لقد أثبتت الوزارة أنها الحارس الأمين لصوت كل مصري، والقوة الصلبة التي تحمي الوطن من العبث والفوضى، ولا يفوتنا الدور المحوري لقطاع الأمن العام، تحت قيادة اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية للأمن العام ورئيس المجلس الأعلى للشرطة، أحد الأعمدة الرئيسية للمنظومة الأمنية المصرية، فقد أثبت الأمن العام أنه الذراع الاستراتيجية للوزارة، والعقل المنظّم الذي ينسّق بين كل مديريات الأمن برؤية موحدة هدفها حماية المواطن وصون نزاهة الانتخابات.

يعمل اللواء أبو عمرة بمنتهى الاحتراف، ويترجم رؤية الوزير إلى إجراءات عملية دقيقة، جعلت من أي محاولة لشراء الأصوات أو إثارة الفوضى مجرد محاولة فاشلة قبل أن تبدأ. خبرته الطويلة وقدرته على إدارة الملفات المعقدة جعلته رمزًا للانضباط والصلابة، وتحية مستحقة لقطاع الأمن العام بقيادته.
في دمياط, كانت الضربة الأولى حين حاول أحد المرشحين وأنصاره اقتحام مركز شرطة فارسكور، لكن رجال الشرطة تعاملوا بحكمة وقوة، مؤكدين أن هيبة الدولة لا تُمسّ. وفي المحافظة نفسها تم ضبط شخصين جمعا بطاقات الرقم القومي وحملوا مبالغ مالية لتوزيعها على الناخبين. رجال الأمن هنا لم يحموا الصناديق فقط… بل حموا كرامة الناخب وإرادته.
القاهرة مدينة الوعي الأمني.
وفي العاصمة، كانت الداخلية في ذروة الجاهزية. من ضبط شخص يوزع كروت مرشح مقابل المال، إلى كشف ناشر فيديو مفبرك هدفه جمع مشاهدات، إلى إحباط محاولات توجيه الناخبين أمام اللجان، كلها وقائع تعاملت معها الأجهزة الأمنية بسرعة واحتراف.
لقد جسّد رجال الأمن في القاهرة نموذجًا لليقظة التي لا تهدأ، والانضباط الذي لا يتراجع، والالتزام الذي لا يعرف المجاملة، حتى المشاجرات التي حاول البعض تصويرها على أنها تجاوزات انتخابية، كشفتها الداخلية بالدليل والتحقيق، فأعادت الأمور إلى نصابها بقوة القانون. وهنا يؤكد الأمن مرة أخرى: لا صوت يعلو فوق صوت الحقيقة.

الغربية الضرب في قلب التجاوز
وفي الغربية، ضبطت الداخلية 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية لاستخدامها في التأثير على الناخبين. كما كشفت واقعة جمع بطاقات الهوية داخل أحد الجراجات، وحيازتهم أموالًا لتوجيه التصويت لمرشحين مختلفين.
هكذا تكون اليقظة… وهكذا يكون الأمن حين يقوم بدوره الحقيقي بلا تهاون ولا مساومة.

الدقهلية مواجهة كل محاولة للفوضى
أما الدقهلية فشهدت واقعة خطيرة، حين ألقى أحد الأشخاص زجاجة بها مادة مشتعلة داخل منطقة انتظار الناخبين. وباحتراف أمني كبير، تم ضبط الجاني في وقت قياسي، ليتبيّن أنه مهتز نفسيًا.
ورغم ذلك، تعاملت الوزارة مع الموقف بمهنية وإجراءات قانونية كاملة، لتؤكد من جديد أن الفوضى – أيًا كان مصدرها – مصيرها الحسم.
رسالة وزارة الداخلية
هذه الوقائع جميعها تكشف رسالة واضحة: وزارة الداخلية قامت بواجبها على أكمل وجه، وبحرفية تليق بدولة قوية تعرف قيمة أمنها واستقرارها.
رجال الداخلية لم يحموا العملية الانتخابية فقط… بل حَموا هيبة الدولة وثقة المواطنين.
من دمياط إلى القاهرة إلى الغربية والدقهلية، أثبتت الداخلية أن مصر محمية برجالها، وأن الأمن ليس شعارًا… بل حقيقة تُصنع يوميًا على الأرض.
تحية تقدير للوزير اللواء محمود توفيق، ولرجال الأمن، ولضباط وجنود يحملون على أكتافهم أمانة الوطن ويحافظون على استقراره بكل إخلاص وضمير.
إنها وزارة تتحمل الكثير والكثير، وتقاتل في كل اتجاه، وتواجه كل محاولات الفوضى، وتضرب بيد من حديد دون تردد، لتظل مصر بلد الأمن ، وبلد القانون وبلد المؤسسات.. تحية لوزارة الداخلية.. وتحية لليقظة.. وتحية لدولة تعرف كيف تحمي نفسها.