بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب :عيد لبيب لا يخشى العاصفة .. يطلق رسائل تهز المشهد السياسي والإعلامي

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

لم تكن الحلقة الأخيرة عبر قناة بوابة الدولة الإخبارية مجرد لقاء عابر لرجل صناعة معروف، بل كانت عاصفة من الرسائل الجريئة التي أطلقها عيد لبيب، عضو مجلس الشيوخ السابق، الرجل الذي يختار كلماته بصدق ووضوح، دون أن يختبئ خلف عبارات دبلوماسية أو حسابات سياسية.

أثناء متابعة المونتاج، أدركت شيئًا مهمًا عن شخصية عيد لبيب، كما عرفه شعب مصر عامة، وأهل الصعيد خاصة: رجل صريح، وطني، مرتبط بتربته الأولى، لا يبيع رأيًا ولا يساوم على وطنه. تحدث كمواطن قبل أن يكون صناعيًا أو نائبًا سابقًا، مواطن عاشق لملوي، التي يصفها دائمًا بأنها "أول حب" و"أصل الحكاية".

لكن أقوى رسائله ظهرت حين تناول موضوع الرئيس عبد الفتاح السيسي. لم تكن كلماته بروتوكولية، بل شهادة صادقة لرجل شاهد بعينه كيف مرت مصر بتجربة كادت أن تعصف بالدولة، فقال بوضوح،السيسي هو الملهم ومنقذ مصر من الفوضى الخلاقة، كلمات تكشف عن عمق إدراكه للمشهد وحدة بصيرته تجاه اللحظات التي صنعت مستقبل الوطن.

ثم انتقل إلى ملف الصناعة والصناعات الصغيرة، مؤكدًا أن مستقبل مصر الحقيقي يبدأ من هنا. تحدث كصناعي يعرف نبض الورش والمصانع، ويفهم أن الصناعة الصغيرة هي الدرع الأول للاقتصاد وأرضية أي نهضة اقتصادية. كانت كلماته تحذيرًا مبكرًا وصوت خبير عاش التجربة وليس مجرد قارئ لها.

وفي واحدة من أكثر النقاط جرأة، تناول المشهد السياسي والانتخابات البرلمانية، هاجم فكرة المكافآت أو الامتيازات للنواب، قائلًا إن البرلمان ليس مكتبًا للوجاهة أو حسابًا مصرفيًا إضافيًا، بل مسؤولية وشرف وخدمة للشعب. رسالة صريحة لكل من يتعامل مع المقعد النيابي باعتباره غنيمة شخصية.

ولم يغفل ملف اللاجئين في مصر، مشيرًا إلى أن مصر احتضنت ملايين البشر دون أن تُقيم خيمة واحدة، لكنها بحاجة إلى إعادة تنظيم هذا الملف بما يحمي الدولة ويضمن حقوق الشعب، ويحافظ على توازن الخدمات وسوق العمل.

أما عن رؤيته للحكومة، فقد أشاد بوضوح بـ الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية ووزير النقل والصناعة، واصفًا إياه برجل الإنجاز السريع والانضباط الحديدي، والقادر على قيادة نهضة صناعية حقيقية تعيد لمصر مكانتها التي تستحقها.

حديث عيد لبيب كان مختلفًا، فهو قارئ بارع للمشهد، يتنبأ بالمستقبل بدقة وقوة، لا يجامل ولا يناور، بل يتحدث كما لو يرى ما لا يراه الآخرون.

ومع كل هذه الرسائل الصاخبة، ما قاله في هذا اللقاء ليس إلا مقدمة صغيرة لما هو قادم. انتظرونا خلال الأيام القليلة المقبلة في أقوى وأجرأ حوار مع عيد لبيب، حوار سيجيب فيه عن أخطر 20 سؤالًا بلا تردد، وبنفس الجرأة التي عرفها المصريون وأهل الصعيد عنه دائمًا.