ذكرى رحيل مارادونا.. لماذا يطالب العالم باعتبار 25 نوفمبر عيداً دولياً لكرة القدم؟

فى 25 نوفمبر من كل عام ، يتوقف الزمن بالنسبة لعشاق كرة القدم، فهو اليوم الذى ودعت فيه الملاعب اثنين من أعظم من لمسوا الكرة بأقدامهم ، دييجو أرماندو مارادونا ، و جورج بست، ولذلك فقد بدأ الكثيرون بالدعوة لأن يصبح اليوم الدولى لكرة القدم، حيث يضفي رمزية قوية على هذا التاريخ لعشاق كرة القدم حول العالم.
وأشارت صحيفة كلارين الأرجنتينة إلى أنه قبل خمسة أعوام، وتحديداً فى صباح قاتم من عام 2020، أُعلن عن وفاة مارادونا بعد سكتة قلبية باغتته وهو نائم، وهو الخبر الذى العالم كما لو سقط نيزك على ذاكرة كرة القدم. لم يكن رحيله مجرد وفاة نجم ، بل سقوط أسطورة، انطفاء شمس، وانكسار حلم عاشته الجماهير عقوداً.
وفي التاريخ ذاته، ولكن قبل عشرين عاماً، خسر العالم جورج بست، النجم الإيرلندي الشمالي الذي منح كرة القدم ملامح نجم الروك، وقلب الملاعب سحراً وأناقة. موته لم يكن مفاجئاً، فالكحول التهمت كبده كما التهمت مجده، لكنه ترك فراغاً ضخماً لا يملؤه أحد.
حكايتان متشابهتان… ونهايتان موجعتان
توفي جورج بست قبل عشرين عامًا عن عمر 59 عامًا، بعدما دمر الكحول كبده وحياته. وبعده بعقدين، غادر مارادونا العالم بعد مسيرة مضطربة أثقلتها الإدمانات، وكان أبرز فصولها سقوطه في اختبار المنشطات خلال مونديال الولايات المتحدة 1994، بعدما أدمن الكوكايين لسنوات.
ذلك الحادث شكل ضربة قاضية للمنتخب الأرجنتيني، وفتح الباب لنهاية الأسطورة الكروية في الملاعب، تماماً كما دمّر الإدمان حياة بست الذي عاش بين المجد والهاوية.
مساران متوازيان من الفقر إلى القدسية
وُلد كلاهما في بيئات شديدة الفقر، حيث بست جاء من أحياء متواضعة في إيرلندا الشمالية، ومارادونا نشأ في فيا فيوريتو الفقيرة في بوينس آيرس.
ومن الهامش إلى القمة، تحوّل كل منهما إلى رمز كروي عالمي، حيث أن جورج بست أيقونة جمالية، بشعره الطويل وثقته وطابع نجم الروك وقد اختارته مجلة GQ عام 2007 واحداً من أكثر الرجال أناقة خلال نصف قرن.
أما مارادونا، فكان معشوق الجماهير وإله كرةالقدم في نابولي و الأرجنتين. إيمان الناس به بلغ حد أن يتردد جمهور نابولي أثناء مواجهة إيطاليا والأرجنتين في نصف نهائي مونديال 1990: هل يشجعون وطنهم أم معبودهم؟
مارادونا عن جورج بست
عندما توفي بست، قال مارادونا عنه:جورج ألهمني عندما كنت صغيراً. كان مبدعاً ومثيراً، ويعرف كيف يُلهِم زملاءه. كنّا متشابهين، مراوغون نصنع السحر.
ورغم أن صداقتهما الحقيقية لم تتحقق، فإن حياتهما كانت ستجمعهما في الكثير لو التقيا في سنوات المجد… لكن مشكلتهما الحقيقية بدأت حين تنتهي صافرة المباراة.
نهايات مرسومة بالإدمان
كان الإدمان هو قاسمها المشترك، حيث أن بست لم يتغلب يوماً على إدمان الكحول،ومارادونا لم يستطع كسر دائرة المخدرات.
وبينما كان بست يقضي وقتاً أطول في الحانات من الملاعب، كان مارادونا يغرق في مساحات الظل بعيداً عن اللعبة التي جعلته خالداً.
لماذا يطالبون بأن يصبح يوم 25 نوفمبر عيداً دولياً لكرة القدم؟
لأن العالم يرى أن هذا اليوم، الذي جمع رحيل أسطورتين لم تتكرر موهبتهما، أصبح رمزاً للعبة نفسها، رمزاً للمجد والمأساة، للعلوّ والسقوط، للتألق والظلام، اليوم الذي يذكر بأن كرة القدم ليست لعبة فقط، بل حياة كاملة عاشها مارادونا وبست، وانتهت على نفس التاريخ.

