الكاتبة الصحفية امال ربيع تكتب: دائرة النائب أحمد قورة تكتب شهادة الوفاء من جديد

في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث وتتبدل فيه المواقف، أثبتت دائرة النائب أحمد عبدالسلام قورة أن معدن الرجال لا يصدأ، وأن القلوب التي أحبت بصدق لا تهزها العواصف ولا تغيرها المتغيرات. لم يكن قرار إلغاء الانتخابات نهاية، بل كان – كما كتبت الجماهير على منصات التواصل الاجتماعي – فرصة ذهبية لإعادة إثبات أن هذا الرجل حاضر في الوجدان قبل أن يكون موجوداً على بطاقات المرشحين.
من يتابع ما يكتب على صفحات "فيس بوك" ومنصات التواصل الاجتماعي في القرى والمراكز التابعة للدائرة، يكتشف أن اسم أحمد عبدالسلام قورة لم يعد مجرد اسم سياسي أو نائبٍ برلماني، بل أصبح رمزاً لمشروع اجتماعي وخدمي وإنساني عابر للسنين. الأهالي يكتبون بلا تكلف، ينشرون الصور بلا توجيه، يرسلون الرسائل بلا ترتيب… لكن يجمع بينهم شيء واحد: حب هذا الرجل، والتأكيد على أنه قدّم للدائرة ما لم يقدمه كثيرون عبر عقود.
لم يكن قورة نائباً عادياً. كان حاضراً في أفراح الأهالي وأحزانهم، في مشكلاتهم اليومية، في احتياجاتهم الصحية، في أزمة طالب، وفي مأزق أسرة، وفي مطلب مشروع لقرية تبحث عن خدمة أو طريق أو مشروع تنموي. هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع القادة الحقيقيين، وهي التي جعلت الناس يقولون اليوم: «لو عاد الزمن للخلف، فنحن سنعيد اختيار قورة من جديد».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت ردود الأفعال أكبر من المتوقع. صفحات القرى تنافست في نشر دعوات الالتفاف، ومجموعات الشباب أعلنت التعبئة العامة للدعم، وكبار العائلات أكدوا أنهم مع الرجل قلباً وقالباً. كانت الأصوات الصادقة تردد: «الفرصة الآن أكبر، والمسؤولية أعظم». وكأن الأهالي أرادوا أن يقولوا: إذا كان القدر قد فتح الباب مرة ثانية، فنحن سندخل منه صفاً واحداً.
ليس سراً أن النائب أحمد عبدالسلام قورة يتمتع بحضور قوي وشعبية واسعة، لكن ما ظهر خلال الأيام الأخيرة كشف عن عمق هذه الشعبية وامتدادها. الجماهير التي كانت تنتظر يوم الصندوق، لا تنتظر الآن مجرد عملية انتخابية، بل تنتظر مظاهرة حب، واستفتاء شعبي يثبت أن الرجال يُعرفون وقت الشدة.
ورغم حملات التشكيك، ومحاولات الإساءة، وبعض الأصوات التي تحاول التقليل من إنجازاته، جاء رد الشارع أقوى من أي بيان. الناس كتبوا بصراحة: «قورة ما زال معنا.. ولن نتخلى عنه». وكتب آخرون: «الخدمة لا تحتاج مقعداً.. وقورة خدمنا نائباً وقبل أن يكون نائباً». وهي رسائل تحمل في مضمونها تقديراً لرجل لم يعرف يوماً طريق الوعود المعسولة، بل اختار طريق الفعل والإنجاز.
إن إعادة الانتخابات ليست اختباراً سياسياً عادياً، بل هي فرصة لإعادة التأكيد على أن الثقة التي منحها الأهالي لقورة ليست ثقة عابرة، بل علاقة راسخة تُبنى على الاحترام المتبادل، وقراءة جيدة لاحتياجات الناس، وقدرة على ترجمتها إلى خطوات عملية. ولذلك، جاء قرار الإلغاء أشبه بجرس تحفيز للجميع: الجولة لم تنتهِ… بل بدأت الآن.
اليوم، ونحن أمام مرحلة جديدة، تبدو الدائرة أكثر تماسكا من أي وقت مضى. كل القرى، كل العائلات، كل الشباب… الكل يتحرك من منطلق واحد: رد الجميل لرجل وضع الدائرة في قلب اهتماماته. ولهذا، يتعامل الناس مع جولة الإعادة المرتقبة باعتبارها ليست مجرد انتخاب، بل عهد جديد، وإثبات أن المحبة حين تكون صادقة، فإنها تتحول إلى قوة لا توقفها الظروف.
موعد الدائرة الآن مع التاريخ.
وموعد الجماهير مع صندوق سيشهد – كما يبدو – أكبر التفاف شعبي في تاريخ المنطقة.
فالكلمة التي يرددها الجميع اليوم: «مع قورة.. نسير صفاً واحداً».
وهكذا، تبدأ الجولة من جديد… ولكن بروح أقوى، وحب أكبر، وصف واحد لا يهتز.

