بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الأزهر العالمي للفتوى يطرح مقترحين لاستقرار الأسرة المصرية والحد من الطلاق

الازهر الشريف
أحمد صالح -

أكد الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن السنوات الأولى من الزواج تشهد أغلب المشكلات الأسرية بسبب التسرع في الاختيار، وغياب الوعي بأسس إدارة الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن «مرحلة الخطوبة هي مرحلة اختيار حقيقية وليست مرحلة تجمّل أو تكلّف».

بناء الأسرة يحتاج إلى اختيار الأنسب

وأضاف خلال لقاء إعلامي أن كثيرًا من حالات الانفصال المبكر تعود إلى أن «الشباب لا يتعلمون قبل الزواج كيف يديرون الأسرة إدارة رشيدة»، مؤكدًا أن بناء الأسرة يحتاج إلى اختيار الأنسب، وليس بالضرورة الأفضل، وإلى وعي بأن تغيير الطباع بعد الزواج أمر غير مضمون؛ ولذلك «ينبغي على كل شاب وفتاة اختبار مدى تقبّلهم لصفات الشريك قبل الارتباط».

وأشار الحديدي إلى أن البيوت لا تستقر إلا بالحب والاحترام المتبادل، وأن وجود الخلافات داخل الأسرة أمر طبيعي، «أما المشكلة الحقيقية فهي غياب مهارة إدارة الخلاف»، داعيًا الأزواج إلى أن يكون الزوج مصدر أمان، والزوجة مصدر احتواء ورحمة، من أجل أسرة أكثر انسجامًا واستقرارًا.

وكشف المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيةعن اقتراح أولِيّ يتضمن نزول مدربي فريق برنامج تأهيل المقبلين على الزواج إلى الدوائر المختلفة قبل إتمام المأذونين لعقود الزواج أو بعدها، وذلك لتقديم جلسات توعية عاجلة للمقبلين والمتزوجين حديثًا، بهدف تفادي الخلافات في مراحلها المبكرة.

وأوضح أن المركز على استعداد كامل لاستقبال الشباب والفتيات والأزواج، وتقديم التدريب والدعم لهم، مؤكدًا أن «الوقاية خير من العلاج، وتعليم الأبناء والبنات مهارات الزواج ضرورة لحماية البيوت».

كما أعلن الحديدي عن مقترح بروتوكول تعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية – مشيخة الأزهر – وزارة العدل – نقابة المأذونين، بهدف: دعم التوعية في كل البيوت المصرية، وتمكين وحدة لم الشمل من التدخل السريع لحل المشكلات الزوجية قبل قبل إتمام إجراءات الطلاق.

وأكد الحديدي أن هذا التعاون سيُحدث منظومة وقائية متكاملة تعمل على خفض نسب الطلاق، وتعزيز الوعي الأسري، وإرساء ثقافة الحوار داخل البيوت المصرية.

وفي رسالته إلى أولياء الأمور، شدد الحديدي على ضرورة ترك مساحة للأبناء لإدارة حياتهم الزوجية دون تدخل، وعدم محاولة فرض نموذج أسرة الأبوين على الأسرة الجديدة.

كما دعا إلى إنتاج محتوى درامي مسؤول يعالج مشكلات الأسرة المصرية، ويُسهم في بناء وعي مجتمعي يحافظ على استقرار البيوت.

واختتم الدكتور أسامة الحديدي حديثه بالتأكيد على أن الأزهر الشريف، من خلال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مستمر في دعم الأسرة المصرية، وتقديم كل ما يلزم من برامج تدريبية وتوعوية، من أجل مجتمع أكثر ترابطًا وتماسكًا.