من قاعة المحكمة إلى غرفة الطوارئ حدث يهز دائرة الحسينية قبل التصويت

في تحول درامي أربك الساعات الأخيرة قبل انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، شهدت دائرة الحسينية واقعة غير متوقعة بعدما انتقل المهندس عبدالعال الشربيني—أحد أبرز المرشحين وأكثرهم تأثيرًا في الشارع— من قاعة المحكمة إلى غرفة الطوارئ في مستشفى فاقوس المركزي، وذلك عقب حصوله مباشرة على حكم البراءة من محكمة الاستئناف بفاقوس.
اللحظة التي كان ينتظرها كثيرون بوصفها إعلانًا لانطلاقة قوية في اليوم الأخير قبل الانتخابات تحوّلت فجأة إلى مشهد يملؤه القلق؛ فمجرد خروج الشربيني من قاعة المحكمة شعر بإعياء شديد، استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى، ليجد نفسه على سرير الطوارئ بدلًا من ميدان المنافسة التي كان يستعد لها بقوة.
ووفق شهادات مقرّبة، فإن الأزمة الصحية جاءت وسط حالة إجهاد شديد عاشها المرشح خلال الأيام الماضية، وهو ما دفع الأطباء إلى اتخاذ إجراءات سريعة للتعامل مع حالته، وسط متابعة دقيقة من الفريق الطبي وتوافد عدد من أبناء الحسينية للاطمئنان على وضعه.
الحدث أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت موجات واسعة من الدعاء والتعاطف من الأهالي، الذين اعتبروا أن ما جرى «ضريبة لحالة ضغط سياسي ونفسي في توقيت بالغ الحساسية»، خصوصًا أن الشربيني كان أحد الأسماء المرشحة لإحداث تغير واضح في خريطة المنافسة.
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة قد تعيد ترتيب المشهد الانتخابي داخل الدائرة؛ فوجود مرشح بحجم الشربيني خارج الميدان في اللحظات الأخيرة يترك ارتباكًا ملموسًا بين الناخبين، فيما أكد آخرون أن تعاطف الشارع قد يمنح حملته دفعة معنوية غير متوقعة.
وتبقى الأنظار الآن معلّقة بين صناديق الاقتراع التي تُفتح صباح الغد، وبين غرفة الطوارئ التي يقبع فيها المرشح، في انتظار تحسّن حالته الصحية وبيان رسمي يطمئن أبناء الحسينية الذين لم يتوقفوا عن ترديد دعواتهم:«اللهم اشفه شفاءً تامًا عاجلًا».
الساعات المقبلة ليست عادية… إنها ساعات تختلط فيها السياسة بالإنسانية في مشهد يهز دائرة الحسينية قبل بدء التصويت.

