سيدة من داخل محكمة الأسرة: عشت سنوات من الانتقاد والتجاهل

داخل إحدى قاعات محكمة الأسرة، وقفت مريم، سيدة في أواخر العشرينات، تحمل بين يديها ملف أثقلته السنوات وليست الأوراق، نظراتها كانت مترددة تبحث عن نهاية للصراع الذي طال أكثر مما تحملت.
بدأت القصة قبل 5 سنوات، حين تزوجت مريم من أحمد، موظف بإحدى الشركات الخاصة، كان زواج تقليدي، جمع بينهما الرضا أكثر مما جمعهما الحب، ومع مرور الوقت، بدأت الخلافات الصغيرة تنمو، حتى صارت جدران المنزل شاهدة على مشادات لا تهدأ لكنها كانت تتجدد.
تروي مريم، في دعواها أن زوجها تغير بعد عامين من الزواج أصبح سريع الغضب، قليل الحوار، وكثير الانتقاد، حاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكنها وجدت نفسها تحاكم على كل تصرف، صغير كان أو كبير.
قالت مريم: "لم يتعدى علي بالضرب، لكنه كان يطفئني، كلمة وراء كلمة، تفاقمت الأزمات عندما فقد أحمد عمله، فانقلب التوتر إلى خلاف دائم، وأصبحت مريم تتحمل مسؤوليات البيت وحدها، ورغم محاولاتها لخلق مساحة للتهدئة، لم يتبدل شيء.
ومع كل ليلة كانت تتساءل: "إلى متى يمكن للإنسان أن يعيش بلا تقدير؟"، ومع بداية هذا العام، اتخذت قرار لم يكن سهل بالنسبة لها، لكنها توجهت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، مطالبة بحقها في إنهاء علاقة لم يبق منها سوى الخدمة بدون أطفال أو محبة.

