واشنطن وبكين تتحاوران في هاواي.. محاولة لضبط التوتر بين أساطيلهما

اجتمعت الصين والولايات المتحدة في هاواي لإجراء جولة محادثات أمنية ثانية هذا العام، بهدف إدارة المخاطر المحتملة بين القوات العسكرية للدولتين، وبحسب إفادة البحرية الصينية لصحيفة ساوث شاينا مورنينج بوست الصينية، حملت هذه المحادثات طابعاً "صريحاً وبناءً"، شملت نقاش حول الحالة الأمنية والاحتكاكات الجوية والبحرية، وآليات تحسين السلامة التشغيلية للعمليات المشتركة.
خطوات استباقية لتجنب سوء الفهم العسكري
جاءت هذه الجولة في إطار آلية الاستشارات البحرية العسكرية الموقعة عام 1998، والتي شهدت انقطاعاً عام 2022 بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي الأسبق نانسي بيلوسي لتايوان، لكنها عادت للعمل بشكل كامل في أبريل الماضي.
اتفق الطرفان خلال الحوار على أهمية هذه الآلية في تفاعل القوات الأمامية بطريقة "أكثر احترافية وأماناً"، مما يقلل مخاطر سوء الفهم والحسابات الخاطئة ويساعد في إدارة الأزمات المحتملة.
كما أكدت الصين، على معارضتها "الحازمة لأي انتهاك أو استفزاز" وأنها ستواصل حماية سيادتها وحقوقها البحرية وفقاً للقانون الدولي.
تصاعد الخلافات حول تايوان والجزر المتنازع عليها
تندرج هذه المحادثات ضمن سياق متوتر على عدة جبهات، ففي الشرق، أثارت تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية سانا تاكايتشي في السابع من نوفمبر بشأن احتمالية نشر طوكيو لقوات عسكرية في حالة نزاع بمضيق تايوان ردود فعل صينية حادة.
ذهبت بكين إلى اتخاذ تدابير انتقامية متعددة شملت إصدار تحذيرات سفر للمواطنين، وإلغاء الحفلات الموسيقية واليابانية، وتعليق التبادلات الثقافية الرسمية، بالإضافة إلى نشر دورية لخفر السواحل في بعض الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي التي تسيطر عليها اليابان وتسميها جزر سينكاكو.
على النقيض، أعادت واشنطن التأكيد على التزامها الثابت بالتحالف الياباني، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تومي بيجوت في الحادي والعشرين من نوفمبر بأن "التزام الولايات المتحدة بالتحالف الياباني وبدفاع اليابان، بما في ذلك جزر سينكاكو التي تديرها اليابان، لا يتزعزع".
تنافس محتدم في بحر الصين الجنوبي
امتدت التوترات أيضاً إلى بحر الصين الجنوبي إذ تواصلت الاشتباكات البحرية بين الصين والفلبين الحليف الأمريكي، وفي هذا الصدد أوضحت ساوث شاينا مورنينج بوست أن القيادة الجنوبية للجيش الصيني نفذت دورية قاذفات فوق المياه المتنازع عليها في الرابع عشر من نوفمبر، في الوقت الذي أجرت فيه الفلبين والولايات المتحدة واليابان دوريات مشتركة لمدة يومين.
وصعدت بكين الخطاب بتصريحاتها التي اتهمت الولايات المتحدة بأنها "أكبر تهديد للسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي"، عبر مسؤول دائم لديها بالأمم المتحدة، ردًا على اتهامات أمريكية وصفت الإجراءات الصينية بأنها "استفزازية وخطيرة".
اتهمت الصين الولايات المتحدة بنشر أسلحة في المنطقة بما فيها صواريخ أرضية متوسطة المدى، منوهة بنشر نظام صواريخ تايفون الأمريكي أثناء التدريبات مع الفلبين.
كما انتقدت بيكين واشنطن على إرسالها المتكرر لسفن وطائرات عسكرية بذريعة حرية الملاحة، وفقاً لما نقلته ساوث شاينا مورنينج بوست.
ومن جانبها، اتهمت الولايات المتحدة الصين بممارسات عسكرية "قسرية وخطيرة" تجاه الأصول الأمريكية في المجال الجوي والبحري.
خلفية الأزمات العسكرية المتكررة
يأتي هذا السياق المتوتر بعد شهر من تحطم طائرتي بحرية أمريكية في بحر الصين الجنوبي في السادس والعشرين من أكتوبر.
أفادت ساوث شاينا مورنينج بوست أن الصين عرضت تقديم المساعدات الإنسانية إذا ما طُلب منها، لكن لم يتضح ما إذا تناولت المحادثات الأخيرة هذا الحادث.
واعتبرت بكين أن النشاط العسكري الأمريكي المتكرر في المنطقة هو "السبب الجذري" للمشاكل الأمنية البحرية، بينما نفت أي دور لالتشويش الإلكتروني في هذه الحوادث، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام صينية رسمية.

