صداع الرأس بين فقر الدم والصداع النصفى: كيف تفرق بينهما بدقة؟

قد يبدو الصداع عارضًا بسيطًا يختفي مع الراحة أو كوب من الماء، لكنه في بعض الأحيان يكون مؤشرًا على خلل أعمق داخل الجسم. فكثيرون يعانون من آلام متكررة في الرأس لا يعرفون سببها الحقيقي: هل هي نوبة صداع نصفي؟ أم عرض لفقر دم ناتج عن نقص الحديد؟ الفارق بين الحالتين ليس في شدة الألم فقط، بل في آليته وأسبابه والعلاج المناسب له.
وفقًا لتقرير نشره موقع Apex Medical Professionals، فإن فقر الدم، خصوصًا الناتج عن نقص الحديد، قد يؤدي إلى صداع متكرر نتيجة ضعف إمداد الدماغ بالأكسجين. أما في الصداع النصفي، فتحدث اضطرابات عصبية وتمدّد في الأوعية الدموية الدماغية، ما يسبب ألمًا نابضًا قويًا قد يمتد لساعات أو حتى أيام. ومع أن كليهما يُظهر صداعًا في الرأس، فإن جذور المشكلة مختلفة تمامًا، ويحتاج الطبيب لتحديدها بدقة لضمان علاج فعال وآمن.
فقر الدم: عندما يعاني الدماغ من قلة الأكسجين
فقر الدم حالة تنخفض فيها قدرة الدم على نقل الأكسجين، نتيجة قلة عدد كريات الدم الحمراء أو نقص مادة الهيموغلوبين. عند حدوث ذلك، تحاول الأنسجة الحيوية — وعلى رأسها الدماغ — تعويض النقص بزيادة تدفق الدم، مما يؤدي إلى تمدد الأوعية والشعور بالصداع.
عادةً ما يصاحب هذا النوع من الألم أعراض أخرى مثل:
- الشعور بالإرهاق العام والضعف المستمر.
- شحوب البشرة وبرودة الأطراف.
- دوار متكرر وصعوبة في التركيز.
- تسارع ضربات القلب أو ضيق في التنفس.
كثيرًا من المصابين بفقر الدم لا يربطون بين الصداع وحالتهم، لأنهم يظنونه صداعًا عاديًا، بينما هو في الواقع إنذار من الدماغ بضعف التغذية الدموية. ومع أن هذا النوع من الصداع لا يكون نابضًا عادة، فإنه قد يزداد حدة مع الجهد أو نقص النوم، ويخفّ بمجرد رفع مستويات الحديد أو علاج السبب الأساسي
الصداع النصفي: اضطراب عصبي لا يشبه سواه
أما الصداع النصفي، كما يوضّح موقع HSE.ie، فهو حالة عصبية معقدة تبدأ غالبًا بخلل في الإشارات الكهربائية داخل الدماغ. ينتج عن ذلك تغيّر في قطر الأوعية الدموية واندفاع الألم بشكل نابض على جانب واحد من الرأس.
تستمر النوبة عادة من 4 ساعات إلى 3 أيام، وقد تسبقها مرحلة تُعرف بـ "الهالة"، يشعر فيها المصاب بأعراض بصرية مثل ومضات الضوء أو الخطوط المتعرجة، أو بخدر في الأطراف وصعوبة مؤقتة في الكلام.
من العلامات المميزة للصداع النصفي أنه يتفاقم مع الحركة أو التعرض للضوء والضوضاء، وغالبًا ما يصاحبه غثيان أو قيء وإجهاد شديد بعد انتهاء النوبة. بعض المرضى يصفون الإحساس بأنه "نبض داخل الجمجمة" يزداد مع كل خطوة أو صوت.
الفروق الأساسية بين الحالتين
- العامل صداع فقر الدم الصداع النصفي
- الموقع غالبًا في كامل الرأس في جانب واحد غالبًا
- الطبيعة ضغط ثابت أو ثقل في الرأس ألم نابض متكرر
- المدة مستمرة لكن معتدلة تمتد من ساعات إلى أيام
- المسببات نقص الحديد أو سوء التغذية اضطرابات عصبية أو هرمونية
- الأعراض المصاحبة إرهاق، دوار، شحوب غثيان، حساسية للضوء والصوت
- التحسن بالعلاج يتحسن بتعويض الحديد يحتاج إلى أدوية مخصصة للصداع النصفي
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا تكررت نوبات الصداع أكثر من خمس مرات شهريًا، أو رافقها دوار شديد أو فقدان في الوعي أو تشوش في الكلام، فلابد من استشارة الطبيب فورًا. فحص الدم البسيط يمكنه كشف فقر الدم، بينما يساعد تقييم الأعراض العصبية في تحديد الصداع النصفي. وفي بعض الحالات، قد يتعايش النوعان معًا، مما يستلزم علاجًا مزدوجًا ومتابعة دقيقة.
العلاج بين التغذية والعقاقير
في حالة فقر الدم، يتركّز العلاج على تصحيح السبب الأساسي عبر تناول مكملات الحديد أو الأطعمة الغنية به مثل الكبدة والسبانخ والبقوليات. أما الصداع النصفي، فيُعالج بمضادات الالتهاب ومسكنات خاصة أو أدوية تُقلّل من نوبات التوسع الوعائي.
وينصح الأطباء بتجنّب المنبهات القوية مثل الكافيين الزائد أو قلة النوم أو الإجهاد الطويل، لأنها قد تحفّز أي نوع من الصداعين على الظهور مجددًا.

