بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب .. الأهرام.. المدرسة والكلية والجامعة في الصحافة

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

حديث الزميل الكاتب الصحفي الكبير سامح لاشين عن مؤسسة الأهرام ، بأنة قد يخرج البعض ليتحدث عن الأهرام وكأنها مجرد مؤسسة تقليدية تجاوزها الزمن، أو ليقلل من قيمتها، بزعم أنها ليست مدرسة في الصحافة، فهذه النظرة لا تعكس إلا قصورًا حادًا في الفهم وجهلًا فاضحًا بتاريخ الجريدة- والغريب أن هؤلاء يتباهون بامتلاك مدرسة صحفية دون أن يسألوا أنفسهم: مدرسة من أي نوع؟ مدرسة تبنى على ثالوث الابتذال والاعتماد على الإثارة والجنس والدين من أجل الترند؟

تعليق الزميل سامح لاشين "ليس مجرد تعليق عابر، بل حقيقة راسخة، فالاهرام ما زالت المدرسة والكلية والجاالتى لم تسعفنى الذاكرة معة التي يقلدها الجميع، وتدرسها الأجيال، وتستلهم منها كل مؤسسة صحفية في مصر والشرق الأوسط الدروس والمهنية ،هذه المؤسسة العريقة ليست مجرد صحيفة تصدر يوميًا، بل صرح ثقافي متكامل، صنع مدرسة حقيقية للصحافة، وخرج أجيالًا من الصحفيين الذين صاغوا تاريخ مصر الحديث، ورفعوا شأن الإعلام في المنطقة كلها

منذ تأسيسها على يد سليم تقلا، وضعت الأهرام معايير جديدة في عالم الإعلام، مؤكدة أن الصحافة ليست مجرد نقل خبر، بل رسالة وطنية ومسؤولية اجتماعية. تقلا أسس رؤية تعتمد على المهنية، والدقة، والنزاهة، لتصبح الأهرام مرجعًا لكل المؤسسات الإعلامية التي جاءت بعده، وبدأت رحلتها في تشكيل الوعي العام في مصر.

توالى بعده جيل من الرواد الذين رفعوا مكانة الأهرام إلى القمة، منهم محمد حسنين هيكل الذي أعطى الصحافة السياسية بعدًا جديدًا، وفكري أباظة الذي ساهم في صقل المواهب الصحفية، ومحمد عبد القادر حاتم وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي الذين دمجوا بين الأدب والفكر والتحليل العميق، وعبد الله عبد الباري وإبراهيم نافع ومرسي عطاالله وعبد المنعم سعيد ولبيب السباعي الذين جددوا أدوات الصحافة ورفعوا سقف المهنية، وأحمد بهاء الدين الذي كان صوت الحقيقة المرهف في مواجهة الضغوط، وأسامة سرايا وسامي متولي الذين جسدوا معنى الالتزام الصحفي بكل ما تحمله الكلمة من شجاعة ومسؤولية.

هؤلاء الرواد لم يكونوا مجرد موظفين، بل أساتذة ومعلمين صنعوا مدرسة حقيقية تعلم فيها كل صحفي كيف يكون شجاعًا ومصداقيًا ومسؤولًا أمام الوطن والمواطن، من خلال مقالاتهم وتقاريرهم وتحقيقاتهم، تحدوا السلطة في أحيان كثيرة، كشفوا الحقائق، وأرّقوا المخالفين، وتركوا إرثًا لا يُنسى في الصحافة المصرية.

الأهرام لم تتوقف عند كونها مدرسة، بل أصبحت كلية متكاملة لتعليم الصحافة، حيث يُدرّس كل جيل كيف يوازن بين الحرية والمسؤولية، وكيف يحافظ على استقلالية فكرية، ويكتب بتحليل عميق ودقيق. كل اسم خرج من تحت سقف الأهرام يمثل معيارًا في الالتزام بالمصداقية والموضوعية، وكل تحقيق صحفي يظهر كمثال يُحتذى به.

الأهرام أيضًا جامعة للإبداع الصحفي، حيث يتعلم كل صحفي أن الصحافة ليست مجرد نشر خبر أو مقال، بل فن وفكر ورسالة وطنية، الزميل سامح لاشين أكد ذلك حين وصف الأهرام بأنها المدرسة التي لا يمكن تجاوزها، والكلية التي يدرس فيها الصحفيون المبتدئون، والجامعة التي تتخرج منها العقول القادرة على صناعة الفرق.

ما يميز الأهرام أيضًا هو قدرتها على الجمع بين الخبرة التاريخية والحداثة، فقد استطاعت المؤسسة أن تحافظ على روحها الأصيلة، وفي الوقت نفسه تتجدد وتواكب العصر.

أجيال من الصحفيين الذين بدأوا حياتهم المهنية داخل الأهرام ،محمد إبراهيم الدسوقي، ومحمود معوض ، ومحمد شبانة،واحمد الغمرى وشريف العبد ،وأحمد البطريق ، وخالد الديب ، ومحمود المناوى، وعبد العزيز محمود، ،وأحمد جلال عيسى، وجمال عصام الدين، وأميرة،وهشام كريم حسن، وأحمد سامي، وبهاء مباشر،ورسمى فتح الله، وعبد الرؤف خليفة، ومحمد عبد الحميد، ومحمد فتحى ، ومحمود شعيب، وهشام الصافورى، وحامد محمد حامد، وامير هزاع ، وغيرهم من الزملاء الافاضل ، الذين حملوا شعلة هذه المدرسة إلى اليوم، واستمروا في بناء محتوى صحفي مهني، متوازن، وملتزم بالقيم التي أسست عليها الأهرام. هؤلاء الصحفيون أثبتوا أن الأهرام ليست مجرد صحيفة، بل مدرسة حقيقية للتفوق الصحفي، وصرح لا يمكن تجاوزه أو تقليده.، تعلموا من هذه المؤسسة الصرامة المهنية، والشجاعة الفكرية، والقدرة على مواجهة كل التحديات، ليصبحوا هم أيضًا أعمدة الصحافة المصرية والعربية.

الأهرام لم تكن مجرد صحيفة يومية، بل صوت الشعب وضميره الحي. كانت دائمًا منفتحة على جميع القضايا الوطنية، ولا تلتزم فقط بالخبر، بل بالغوص في التحليل العميق، واستقصاء الحقيقة مهما كانت التحديات. كل مقال وكل تحقيق في الأهرام يعكس فلسفة المؤسسة في الجمع بين المهنية والأمانة، ويؤكد أنها مدرسة حقيقية للصحافة، وكل من حاول تقليدها يعلم أن الأمر ليس مجرد نسخة سطحية، بل يتطلب الالتزام بالقيم والمبادئ التي تأسست عليها.

حديث سامح لاشين يثبت هذه الحقيقة، الأهرام ما زالت المدرسة التي يُقتدى بها، والكلية التي يدرس فيها الصحفيون المبتدئون، والجامعة التي تتخرج منها العقول القادرة على صناعة الفرق، كل من يحمل القلم ويعشق الصحافة يجد نفسه يتعلم منها ويستلهم مبادئها، ويضعها معيارًا لمستقبله المهني. كل الأسماء التي خرجت منها، وكل الأجيال التي درست في كنفها، ستظل خالدة في التاريخ الإعلامي، ولن يأتي الزمن ليحجبها أو يقلل من قيمتها.

باختصار، الأهرام ليست مجرد جريدة يومية، بل مدرسة تُعلّم، كلية تُخرج، وجامعة تُبدع. هذه المؤسسة العريقة صنعت التاريخ الإعلامي في مصر والشرق الأوسط، وأخرجت أسماء لا يمكن نسيانها، وساهمت في بناء وعي شعبي رصين، وستظل مرجعًا أساسيًا لكل من يريد أن يعرف كيف تكون الصحافة الحقيقية. الأهرام مدرسة لا تُنسى، الكلية التي يدرسها الجميع، والجامعة التي يخرج منها أعظم أسماء الصحافة المصرية والعربية.

إن الحديث عن الأهرام لا يمكن أن يكتمل دون الاعتراف بعبقرية كل من أسهم في صنعها، بدءًا من المؤسس سليم تقلا، مرورًا بالرواد الكبارالاساتذة والمعلمين محمد حسنين هيكل، فكري أباظة، محمد عبد القادر حاتم، إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، عبد الله عبد الباري، إبراهيم نافع، مرسي عطا الله، عبد المنعم سعيد، لبيب السباعي، أحمد بهاء الدين، أسامة سرايا، سامي متولي، وصولاً إلى أجيال اليوم، وكل هؤلاء جعلوا من الأهرام مركز إشعاع صحفي وفكري وأخلاقي، لا يمكن تجاوزه أو تقليده.