بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

أوروبا ترفع جاهزيتها العسكرية استعدادًا لسيناريو الحرب مع روسيا.. ما القصة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلم الاتحاد الأوروبي - صورة تعبيرية
القسم الخارجي -

كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن المفوضية الأوروبية تعمل على خطة واسعة لإعادة تشكيل البنية الدفاعية داخل الاتحاد الأوروبي، بهدف إتاحة تحرك سريع للدبابات والجيوش عبر الحدود في حال اندلاع مواجهة مباشرة مع روسيا.

ووفق التقرير، تأتي هذه التحركات استجابة لتحذيرات أمنية متصاعدة تفيد بأن موسكو قد تكون قادرة على مهاجمة دولة عضو في الاتحاد خلال خمس سنوات فقط، ما يدفع بروكسل إلى التفكير في إنشاء ما يشبه "منطقة شنجن عسكرية" للمرة الأولى في تاريخها، وتخفيف القيود والإجراءات التي تعيق تحرك القوات داخل القارة.

وتحمل الخطة – كما تقول الصحيفة البريطانية– بعدًا استراتيجيًا كبيرًا يمتد من تحديث الجسور والطرق والأنفاق، إلى تهيئة الموانئ والمطارات العسكرية، وصولًا إلى إعفاء الجيوش من قوانين العمل والجمارك في حالات الطوارئ، في خطوة قد تغيّر شكل الأمن الأوروبي خلال العقد المقبل.

أوروبا تستعد لأسوأ السيناريوهات

أفادت «الجارديان» بأن المفوضية الأوروبية وضعت خطة شاملة لتسهيل حركة الجيوش والدبابات داخل القارة، مؤكدة أن الهدف هو ضمان قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها بحلول عام 2030.

وتتضمن الخطة تخفيف القيود البيروقراطية التي تعرقل التحركات العسكرية، وهو ما وصفته المفوضية بأنه "سياسة تأمين حاسمة للأمن الأوروبي".

عقبات ضخمة تواجه تحرك

وبحسب مسؤولي الاتحاد الأوروبي، فإن النظام الحالي يجعل تحرك أي جيش من غرب أوروبا إلى الحدود الشرقية مع أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا مهمة معقدة.
وتشمل أبرز العقبات:

- جسور غير قادرة على تحمل وزن الدبابات الثقيلة.

- أنفاق سكك حديدية ضيقة لا تستوعب عربات عسكرية.

- طرق لا تتسع للمركبات المدرعة.

- إجراءات الاتحاد المتعلقة بساعات العمل والجمارك، والتي تؤدي إلى تأخيرات كبيرة.

كما كشفت الصحيفة البريطانية، أن إحدى الدول الأعضاء ما زالت تشترط إخطارًا مسبقًا لمدة 45 يومًا قبل أي تحرك عسكري داخل أراضيها، على الرغم من تعهد الاتحاد سابقًا بخفض المدة إلى 3 أيام فقط.

وكشف التقرير أيضًا أن دولة أخرى (لم تُسمّ) رفضت عبور قافلة دبابات لأنها تجاوزت حدود الوزن القانونية للطرق المحلية.

تحذيرات أوروبية: البنية التحتية الحالية «غير كافية عسكريًا»

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن القيود الحالية تهدد قدرة أوروبا على الردع، مشيرة إلى أن "جسرًا لا يتحمل دبابة وزنها 60 طنًا يعني أن لدينا مشكلة حقيقية".

وأضافت كايا كالاس، أن مدارج الطائرات القصيرة أو غير المناسبة تمنع إعادة تزويد القوات بالإمدادات في وقت الأزمات.

وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن الخطة الأوروبية الجديدة ستكمل خطط حلف شمال الأطلسي "الناتو" الدفاعية ولن تتعارض معها، مضيفة: "نأمل ألا نضطر لاستخدامها فعليًا، لكن وجودها جاهزًا يعزز الردع ويضمن قدرة دفاعية موثوقة".

وأوضحت الصحيفة، أن المفوضية الأوروبية تسعى لإنشاء "شنجن عسكرية" تسمح للجيوش بالتحرك داخل أوروبا بحرية تشبه حرية تنقل المدنيين، مع إعطاء القوافل العسكرية الأولوية على شبكة النقل الأوروبية.

وفي حالات الطوارئ، ستحصل القوات على إعفاءات من: قواعد الراحة الإلزامية لسائقي الشاحنات، والإجراءات الجمركية الطويلة، وقيود نقل المعدات العسكرية الثقيلة.


100 مليار يورو لإصلاح البنية العسكرية للاتحاد

بحسب «الجارديان»، وضع الاتحاد الأوروبي قائمة تضم 500 موقع من جسور وأنفاق وطرق وموانئ ومطارات تحتاج إلى تحديث أو تقوية لاستيعاب التحركات العسكرية.

وتُقدر التكلفة بـ 100 مليار يورو، فيما خصصت المفوضية 17.6 مليار يورو للتنقل العسكري في ميزانية 2028 – 2034.

لكن الصحيفة البريطانية، أشارت إلى وجود معارضة من عدة دول أوروبية تسعى إلى خفض الإنفاق العام على خطط الاتحاد.

وأفاد التقرير، بأن الدول الأعضاء ستكون مطالبة بالمساهمة في تمويل البنية التحتية، خصوصًا أن معظمها أعضاء في حلف "الناتو"، الذي تعهد في يونيو الماضي بإنفاق: 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، و1.5% من ذلك لحماية البنية التحتية الحساسة.

كما أوضح مسؤولون أوروبيون أن الدول يمكن أن تعتمد على برامج الاتحاد الحالية للبنية الأساسية، بالإضافة إلى برنامج قروض دفاعية جديد بقيمة 150 مليار يورو.