عفاريت الأسفلت بالفشن التوك توك يتحول إلى خطر يومي يهدد حياة المواطنين

تحوّل التوك توك فى مدينة الفشن جنوب بنى سويف من وسيلة نقل شعبية إلى كابوس يومي يطارد الأهالي، وسط غياب واضح للرقابة المرورية وضعف في إجراءات الضبط والردع، مما جعل الشوارع ساحة مفتوحة للفوضى والتهور. ويقود معظم مركبات التوك توك شباب غير مؤهلين، بينهم عناصر مسجَّلة خطر وبلطجية، إضافة إلى أطفال لم يبلغوا سن الرشد، يتحركون بسرعات جنونية ويؤدون حركات طائشة حول المارة، ليصبح لقب “عفاريت الأسفلت” وصفًا دقيقًا لحالة الانفلات التي تشهدها المدينة.
وتشهد الفشن يوميًا مشاجرات وحوادث دهس بسبب التكدس المروري والطرق الضيقة والمزلقانات، ويتفاقم الوضع مع انتشار تعاطي بعض السائقين للمخدرات أو الاتجار بها، ما يجعل التوك توك أحيانًا وكرًا متنقلًا للجريمة، فيما تُفرض الأجرة بطريقة عشوائية ومبالغ فيها، ومن يعترض يتعرض للإهانات والتهديد. وتزداد الأزمة تعقيدًا مع غياب أي تسعيرة محددة أو أرقام تعريفية على المركبات، فضلًا عن غياب شبه تام لإدارة المرور والوحدة المحلية، وكأن المشكلة لا تخص أحدًا رغم كثرة الشكاوى، ليبقى المواطن فريسة للعشوائية اليومية.
ويطالب أهالي الفشن بتدخل عاجل لإنقاذ الموقف من خلال تنظيم عمل التوك توك ووضع ضوابط واضحة للسائقين، وتفعيل الرقابة المرورية وتحديد خطوط سير دقيقة، وإصدار تراخيص رسمية وربط كل مركبة برقم تعريفي، ومنع الأطفال من القيادة وتشديد العقوبات على المخالفين. فالأزمة لم تعد مجرد فوضى مرورية، بل تهديدًا حقيقيًا لحياة المواطنين، والسؤال الآن: هل تتحرك الجهات المعنية قبل أن يتحول التوك توك إلى أداة موت لا يمكن السيطرة عليها؟

