بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : على خلفية البيان الرائع للرئيس من الطبيعى أن يكون لنا وقفات .

محمود الشاذلى
-



يقينا .. نحن أمام خلل طال العمليه الإنتخابيه لإنتخابات النواب فاق كل الحدود ، وكان يمكن له أن يمر على الجميع كما مر فى إنتخابات الشيوخ مرور الكرام ، لولا البيان الوطنى للرئيس الذى زلزل أركان المغيبين ، وكشف العوار الذى حاول البعض التغطيه عليه ، عوار يتسم بالإجرام ، ويسيىء لوطننا الغالى ، ويجعله فى أعين المظلومين محل تندر وإستهجان ، عوار غض الطرف عن ردعه الهيئة الوطنيه للإنتخابات إلى أن تدخل الرئيس ، وتلك فى تقديرى خطيئة سجلها التاريخ ، بل إن توضيح نادى القضاه من أنه ليس له أى دور فى الإشراف على العمليه الإنتخابيه تصرف حكيم ، بعد هذا العوار الذى طال العمليه الإنتخابيه ، وإنتهى بإلغاء الإنتخابات فى ١٩ دائره وإعادتها .

رغم المؤتمرات الإنتخابيه الفخيمه التى عقدها مرشحى أحزاب الموالاه ، خاصة مرشحى القائمه والتى تكلفت مبالغ طائله ، والتى وصفها البعض بأنها لإستعراض القوة والمنظره إلا أن أحزاب الموالاه تعرضت لزلزال عنيف عقب بيان الرئيس ، ستكشف الأيام عن تفاصيله ، والذى من تداعياته إعلان اللواء كمال الدالي محافظ الجيزه الأسبق إنسحابه من جولة الإعادة عن دائرة الجيزة والدقي ، وإستقالته من حزب الجبهة الوطنية ، وإعلان اللواء صلاح شوقي أبو عقيل أمين حزب الجبهة بمحافظة سوهاج ، والدكتورة هبة العطار أمينة المرأة ، إستقالتهما من الحزب إحتجاجًا على ماأسموه سوء التمثيل ، والإقصاء للكوادر المحلية ، كما تقدم النائب غريب حسان عضو مجلس النواب الأسبق عن جنوب سيناء بإستقالته من منصبه كأمين عام حزب الجبهة بجنوب سيناء .

كان من الطبيعى أن يتم كشف الكثير عن القائمه المسماه الوطنيه من أجل مصر والتى دشنها أحزاب الموالاه مع نفر من بعض الأحزاب ، تلك القائمه المطلقه التى قال عنها من وضعوها ، وأشرفوا على مضمونها ، والمستفيدين منها ماقال مالك فى الخمر ، لكنهم لم يستطيعوا إلغاء عقولنا ، وطمس معالم ثوابتنا ، ولاأعرف أى منطق يقول أن يحرم مركز بسيون من وجود مرشح له بمجلس الشيوخ ، وعندما تم التفضل عليه بمقعد بالقائمه فى النواب ، كان المعيار مقلوب ، لأنه تم إستبعاد أصحاب الشعبيه الحقيقيه لأنهم ليسوا من الفئه التى تمتلك الملايين ، إنما يمتلكون العزه ، والكرامه ، والفخار ، والشعبيه ، لكنها الآن فى نهج أحزاب الموالاه ليست منطلقات إختيار مرشح بالقائمه ، من المقرر نجاحهم رغم أنف الناخبين ، لذا تم الدفع بمن يمتلكون الملايين التى باتت الباب الوحيد والأوحد لعضوية البرلمان فى هذا الزمان ، فى نفس الوقت تم منح مركز سمنود 8 مقاعد نيابيه بمجلسى الشيوخ والنواب ، فى سابقه لم تحدث فى تاريخ أى دائره إنتخابيه ، منهم 5 مقاعد بمجلس النواب عن طريق القائمه الموحدة ، ومقعد تم ترحيلة الي محافظة الدقهلية لصافيناز طلعت الدرس زوجة النائب أحمد دراج حزب العــدل ، محلة زياد ، وهو مقعد واحد بمجلس الشيوخ ، بالإضافه إلى محمد شعيب حزب الجبهة الوطنية مرشح بالمقعد الفردي ، وجبر العشرى مرشح التحالف بالدائره .

يحق لى أن أتعجب مذهولا بحجم الإنفاق المالى فى الدعايه والذى بلغ ملايين الملايين ، ورغم أن ذلك يخالف صراحة سقف الإنفاق الذى حددته الهيئة الوطنيه للإنتخابات ، إلا أنها لم تحرك ساكنا رغم هذا البذخ فى الإنفاق ، ليستقر اليقين أننا فى مرحله رغم أنه من المفترض أن تكون القيمه فيها للقانون أو التعليمات لكن كلاهما لايطبقان إلا على المغضوب عليهم من المرشحين ، حيث نصت المادة 25 من قانون مباشرة الحقوق السياسية على أن يكون الحد الأقصى لما ينفقه المترشح فى الدعاية الانتخابية بالنظام الفردي 500 ألف جنيه، وفي مرحلة الإعادة 200 ألف جنيه، وذلك في إطار تنظيم عملية الإنفاق الانتخابي وضمان العدالة بين المترشحين ، كما حددت المادة ذاتها سقف الإنفاق للقوائم الانتخابية المخصصة لها 15 مقعدًا بمبلغ 2.5 مليون جنيه ، يرتفع إلى مليون جنيه في الإعادة ، ويُزاد الحد الأقصى إلى ثلاثة أمثال للقائمة المخصصة لها 45 مقعدًا . يبقى ماطرحته محاوله للفهم ، والتفكير بصوت مسموع لعل هناك من يدرك أننا شعب نستحق أن نجد من يحترم عقولنا .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .