بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

وزير الأوقاف :العمران والوطن من قيم الإسلام العليا والمشتركة بين الأديان

لمؤتمر الدولي السادس عشر الذي تعقده جمهورية باشكورتستان
أحمد صالح -

شارك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، في المؤتمر الدولي السادس عشر الذي تعقده جمهورية باشكورتستان، بعنوان: "مُثل وقِيم الإسلام: أمة واحدة، مصير مشترك"، بحضور الرئيس راضي خبيروف - رئيس جمهورية باشكورتستان، وتلبية لدعوة من شيخ الإسلام طلعت صفا تاج الدين - رئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، والمنعقد بمدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورتستان، في الفترة من 17 حتى 20 من نوفمبر 2025م، بمناسبة مرور 45 عامًا على تولي شيخ الإسلام رئاسة النظارة الدينية.

وفي كلمته، نقل وزير الأوقاف أسمى آيات التحية والتقدير من الرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس جمهورية مصر العربية، إلى الرئيس راضي خبيروف - رئيس جمهورية باشكورتستان، وإلى شعب جمهورية باشكورتستان العظيم، راجيًا من الله تعالى أن ينعم على كل البلاد والأوطان بالأمن والأمان والرخاء والسلام.

المؤتمر جاء ليكون حلقة تالية لمؤتمر المنامة الذي انعقد في فبراير الماضي

وأوضح وزير الأوقاف أن تكريم شيخ الإسلام يُعد تكريمًا لمسيرة مشرفة على مدار خمسة عقود من الحكمة والعمل المنير، والنجاح وبعد النظر، والحرص على خدمة دينه ووطنه، والنجاح في بناء العلاقات المستقرة الآمنة لكل الأديان السماوية التقليدية وغيرها، مؤكدًا اعتزاز مصر بالسنين الأربعة التي قضاها سماحة شيخ الإسلام من عمره الكريم بالدارسة في الأزهر الشريف، بعد أن قضى سبع سنوات للدراسة في سمرقند، فيسعدنا كثيرًا في مصر أن نكون قد أسهمنا في تكوين جزء من شخصية هذا المفتي العظيم، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الشخصيات العظيمة التي خرجت من مصر إلى جمهوريات روسيا الاتحادية أو التي جاءت من جمهوريات روسيا الاتحادية للدراسة في الأزهر الشريف، ما شكل تاريخًا مشتركًا لنا جميعًا، مستعرضًا رحلة الإمام الكبير محمد عياد الطنطاوي الذي أرسله شيخ الأزهر الشريف قبل نحو 180 سنة، فأقام في سان بطرسبرج مدة 20 سنة حتى مات ودفن فيها، وعكف على مدار تلك السنوات العشرين على تعليم العربية وقيم الإسلام، وأعجب به الباحث الكبير والخبير الكبير إجناتيوس كراتشوفسكي وألّف كتابًا باللغة الروسية عن حياة هذا العلم الكبير، وحرص الوزير على زيارته في رحلته الماضية إلى سان بطرسبرج.

وأشار أن هذا المؤتمر إنما هو حلقة تالية للمؤتمر المهم الذي انعقد في فبراير الماضي في العاصمة المنامة، عاصمة مملكة البحرين الشقيقة، برعاية من الملك حمد بن عيسي آل خليفة، ومشاركة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف؛ بدعوة من الملك، وكان تحت عنوان "الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك"، بمشاركة من نحو 71 دولة، واليوم، نجتمع تحت نفس العنوان: "أمة واحدة ومصير مشترك"، مشيرًا إلى أن البشرية بأكملها الآن تعيش لحظة قلقة يشعر فيها الناس من مختلف الشعوب بالقلق من الغد، فنريد من العقلاء والحكماء وقادة الأديان من مختلف شعوب الأرض أن يتوجهوا بعدد من الرسائل للبشرية كلها التي تعبر عن قيم الإسلام العليا وعن القيم المشتركة بين كل الأديان:

أولها: قيمة الإحياء - ليس الحياة، فقط، بل الإحياء! قال تعالى في القرآن العظيم: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، حتى يتعلق عقل الإنسان بمهمة مقدسة هي الحرص على إحياء الناس جميعا، الذي معناه حماية الإنسان من القتل والموت والدمار، ونشر القيم والعلم والمعرفة، والتعايش المشترك.

ثانيها: قيمة الأمان، قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)؛ إذ لا يمكن للإنسان أن يفكر أو يبدع وهو يشعر بالخوف، فنريد أن ننطلق جميعا معًا لإشاعة معاني الأمان والاستقرار في كل ربوع الأرض.

ثالثها: العمران، الذي معناه أن نزكي وندفع بين الناس الحرف والمهن، ونحارب الفقر، ونبني المؤسسات ونملأ العالم بالعلم والتعمير ونبني الجسور والعلاقات بين الأمم والشعوب.

رابعها: الوطن، فلقد خرجت تيارات الإرهاب والتطرف في عقود مضت، وشوهت قيمة الوطن، وجعلت الإنسان تحت فكر ديني مغلوط يدمر وطنه، ويحمل السلاح على أبناء وطنه، فتاريخ الإسلام والفكر الإسلامي يعظم قيمة الوطن.

وفي ختام كلمته، أكد أن كل مسلم على وجه الأرض لا بد أن أن يكون في وطنه مواطنًا صالحًا، حريصًا على وطنه، يحبه، ويدافع عنه، ويقدم له الخير، ويملأ ربوع وطنه بالأمان والاستقرار، مبديًا استعداد وزارة الأوقاف للتعاون مع كل الإدارات والمؤسسات الإسلامية، ومع كافة المؤسسات المسيحية، ومع كافة الدول والشعوب، لصياغة قيمٍ روحانية عليا؛ تبني الإنسان، وتحفظ الأوطان، وتنمي العمران، وتزيد من قيم الإيمان.