بالصور.. جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تنظم ندوة ”عودة الوعي الإسلامي الرشيد لشباب الجامعات” بحضور مفتي الجمهورية

الجامعة تواصل رسالتها التنويرية بندوة لتعزيز الوعي الديني وتحصين الطلاب من الفكر المتطرف
المفتي من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: عقول الشباب ليست ساحة فارغة لأفكار متطرفة بل أرض خصبة للفهم الراشد
د. هالة المنوفي رئيس الجامعة: نسلح طلابنا بالفكر الواعى لمواجهة التطرف والانحراف
نظمت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ندوة توعوية كبرى تحت عنوان "عودة الوعي الإسلامي الرشيد لشباب الجامعات"، بحضور الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ودعم خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء الجامعة، وحرص على الحضور كل من د. هالة المنوفي القائم بأعمال رئيس الجامعة، ود. أنس الفقى نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، ود. كمال درويش عميد الانشطة الطلابية بالجامعة، ولفيف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وحرص د. نظير محمد عياد على إلقاء كلمة خلال الندوة، وجه فيها مفتي الجمهورية رسالة هامة لشباب الجامعات، مؤكدًا أن بعض الفئات والجماعات وقعت في خطأ جسيم حين تعاملت مع الدين بعيدا عن مقاصده الحقيقية، وفسرته بغير علم، ما أدى إلى الانحراف عن المنهج الصحيح، وتحويل الدين من رسالة إصلاح وبناء إلى أداة للفساد والإفساد، وأضاف أن هذه الانحرافات كانت سببا مباشرا في تشويه صورة الإسلام والمتدينين، مما مهّد لظهور ظواهر معادية للدين، مثل "الإسلاموفوبيا".
وأوضح المفتي أن الإسلام في حقيقته، كما جاء به جميع الأنبياء منذ آدم إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، يدور حول مقاصد عليا تتمثل في حفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعِرض، وهي ركائز تؤسس لمجتمع إنساني عادل وآمن تسوده الرحمة والاحترام المتبادل.
وأضاف مفتي الجمهورية أن الوعي الصحيح بالدين، واستعادته بصورته النقية كما أنزله الله ونقله النبي صلى الله عليه وسلم، يُعد من أولى الأولويات في هذا العصر، مشيرًا إلى أن أحد أبرز أسباب ضعف هذا الوعي يعود إلى أسباب علمية ومعرفية، منها ضعف القراءة والاطلاع، والاعتماد على مصادر غير موثوقة في تلقي المعلومات.
وأكد أن هذا الخلل يتفاقم في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار ما يعرف بثقافة "التيك أواي" في تلقي المعرفة، حيث أصبحت المفاهيم الدينية تُستهلك كوجبات سريعة، بلا تحقق أو تدبر أو فهم عميق، وهو ما يشكل خطرا بالغا على وعي الشباب، ويفقد الخطاب الديني معانيه الحقيقية وروحه الأصيلة.
وصرحت الدكتورة هالة المنوفي، القائم بأعمال رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بأن عنوان الندوة العميق والهام جاء استجابة لحاجة ملحة يفرضها الواقع المجتمعي، ويدعو إلى ترسيخ الحكمة والوعي في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، وأضافت أن تصاعد التحديات وتزايد المسؤوليات يفرضان علينا جميعا واجبا وطنيا وأخلاقيا، يتمثل في ترسيخ وعي ديني متوازن لدى شبابنا وفتياتنا، وعي يقوم على الفهم الصحيح للدين، ويُعلي من قيم الاعتدال والبناء واحترام الإنسان، ويرفض التطرف والغلو بكافة أشكالهما.
وأكدت د. المنوفى أن من غير المقبول أن يكون أبناؤنا فريسة للتيارات المنحرفة أو للأفكار الهدامة التي تسعى لاختطاف عقولهم وتشويه وعيهم، مشددة على أهمية تمكين الشباب من أدوات التفكير النقدي والواعي، بما يُعزز قدرتهم على التعامل مع الأسئلة والتحديات الفكرية بوعي واستقلالية، دون الوقوع في فخ الأفكار المتطرفة أو المضللة.
وأضافت الدكتورة هالة المنوفي: "وهذا ما أكده الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، حين قال: (إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته)، وهو ما يُبرز أهمية توجيه فكر الشباب منذ وقت مبكر، وتقديم القدوة والمعرفة الرشيدة لهم."، وتابعت: "من هذا المنطلق تأتي أهمية هذه الندوة التي تجمع نخبة من العلماء والمفكرين المتخصصين، لنفتح من خلالها أمام طلابنا آفاقًا رحبة للتفكير السليم والوعي المستنير، عبر حوارات بنّاءة ورؤى عميقة."
وأكدت د. هالة المنوفي أن دور الجامعة لا يقتصر على رسالتها التعليمية الأكاديمية فحسب، بل يمتد إلى بناء الشخصية وتحصين الفكر وتنمية الوعي، وهي أدوات أساسية لإعداد جيل واعٍ وقادر على خدمة وطنه والإسهام في نهضته وازدهاره.
وتأتي هذه الندوة في سياق الأنشطة الفكرية والثقافية التي تحرص الجامعة على تنظيمها لتعزيز الفكر المعتدل لدى الطلاب، وتحصينهم من الأفكار الهدامة، بما يعكس الدور التنويري للمؤسسات التعليمية في الجمهورية الجديدة.
وتعد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أعرق الجامعات الخاصة في مصر، وواحدة من أوائل المؤسسات التعليمية التي أرست دعائم قوية للتعليم الجامعي الخاص على أسس من الجودة والتميز، وعلى مدار أكثر من ربع قرن، نجحت الجامعة في ترسيخ مكانتها المرموقة بين الجامعات المصرية والإقليمية بفضل ما تقدمه من برامج أكاديمية متطورة، وإنجازات ملموسة في مجالات البحث العلمي، والرعاية الصحية، والمسؤولية المجتمعية، وكانت الجامعة قد احتفلت بيوبيلها الفضي بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها.









