ملتقى السرد العربي يدعم مرضى السكري

اختتم ملتقى السرد العربي بنجاح باهر أعمال فعاليته الفكرية والإنسانية الفريدة تحت عنوان "سكر الكلام.. وسكّر الدم"، التي أقيمت تزامناً مع اليوم العالمي لمرضى السكري (14 نوفمبر). وقد مثلت الفعالية، التي استضافت نخبة من الأطباء والنقاد، محاولة رائدة لـ تضفير الإبداع الأدبي ببوصلة الوعي الطبي، محوّلة بذلك الرقم الإحصائي إلى فلسفة وجود جديرة بالتدوين والتحليل.
قدمت د. رحاب ميدان (استشاري أمراض الغدد الصماء، و مدير مركز السكر في هيئة المصل و اللقاح، و عضو الجمعية الأمريكية لطب الغدد الصماء)، إضاءة علمية بالغة الإيجاز والدقة، مستخدمة لغة تخاطب الوجدان قبل العقل، حيث فككت أخطر عشر شائعات تفتك بالوعي الجمعي حول المرض في مصر. وأكدت أن الأنسولين ليس نهاية الطريق بل هو أداة لإعادة التوازن المفقود، وشددت على أن الإدارة الفعالة للمرض تستوجب أولاً معالجة الفهم العميق للمرض و خطورته، مشيرة إلى أن الدعم العاطفي لا يقل أهمية عن الجرعة الدوائية.
في المقابل، قام د. حسام عقل (أستاذ النقد الأدبي و رئيس ملتقى السرد العربي) بتقديم تطوافة شيقة حول حجم العبء الصحي و الاقتصادي و الإجتماعي للمرض بصفة عامة، و داء السكري بصفة خاصة. كما عرج على أصالة الطب في مصر، و أهمية تقدير العلم و العلماء. بالإضافة إلى إبراز موقف الإسلام من الصحة و المرض و التطبيب. كما ضرب أمثلة من حياة أدباء عالميين، و كيف كان المرض جزء من رحلتهم الأدبية.
تكللت الندوة بمحور إنساني مؤثر، حيث قدم بعض الحضور شهادات حية عن كيف يصبح السكري جسراً للتفاهم في علاقات الحب والزواج. وقد أكد المتحدث أن الشريك يتحول إلى "حارس للوعي" وإلى ركيزة صلبة في الإدارة اليومية للمرض، ما يرفع من منسوب الصدق والشفافية في العلاقة. وقد دعا إلى نبذ "الوصاية الغذائية" واستبدالها بالاحتفاء بوعي المريض في اختياراته.
وعلى صعيد السرد، أعلن الملتقى عن مسابقة "نقطة سكر" الأدبية لكتابة القصة القصيرة جداً و القصيدة، ليثبتوا أن "مرارة الوعي" يمكن أن تُصاغ بأحرف حلوة.
واختتم الملتقى أعماله بتوصية جامعة دعت المؤسسات الثقافية والإعلامية إلى تبني "أدب الصحة" كمسؤولية مجتمعية، مؤكداً أن القصيدة والرواية هما خط الدفاع الأول عن الإنسان في مواجهة جهله وخوفه.

