بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

تسعة توائم في بطن واحدة ! .. حكاية غزال”قلب أم” أبهرت العالم

ام مصرية اسمها غزل
إيمان حمدي سراج -

في قرية بسيطة من قرى البحيرة سنة 2008، كانت فيه ست اسمها "غزالة إبراهيم خميس " واحدة من آلاف الأمهات المصريات اللي بيعيشوا في تعب الدنيا لكن قلبهم عامر بالرضا والإيمان. كانت عندها 27 سنة، متجوزة من عامل زراعي فقير اسمه "فراج"، وبيتهم الصغير كان مليان بالضحك رغم الفقر… عندهم 3 بنات، وكل حلمها في الحياة إنها تشوف "ولد" يناديها "ماما".

في يوم راحت للدكتور على أمل تسمع خبر حلو، لكن الدكتور قال الكلمة اللي كسرت قلبها:


"انتي عندك مشاكل في الخصوبة… صعب تخلفي تاني يا غزالة."

الدنيا سودت في وشها. بس غزالة ما استسلمتش، قالت لنفسها: “اللي بيرزق هو ربنا، مش دكتور ولا تحليل.”
بدأت علاج خصوبة رغم الخطر، وكل يوم كانت تدعي:

"يارب... ولو طفل واحد بس... يكون ولد."

وبعد شهور، التعب زاد، والبطن كبرت، فرحت راحت تعمل سونار... الدكتور قاعد يبص في الشاشة، ووشه اتبدل، سكت لحظة طويلة وقال بصوت مرتجف:


"غزالة... انتي حامل في تسعة!"

تسعة؟! غزالة فضلت تبصله من غير صوت… تسعة أطفال في بطن واحدة! معجزة تهز أي قلب... وخطر يهد أي جسد.

الأطباء حذروها: "الحمل ده خطر جدًا، ممكن لا انتي ولا الأطفال تعيشوا." لكن غزالة رفعت رأسها وقالت جملة محدش نسيها في المستشفى:


"دول أمانة ربنا... ومش هتخلى عن ولا واحد فيهم."


مرت الشهور بالعذاب… بطنها كبرت بطريقة تخوف، وجسمها بقى هش، والنوم بقى رفاهية مش موجودة. وفي الشهر الخامس، المصيبة الأولى: اتنين من الأطفال ماتوا في بطنها. بسها كملت، قالت: "السبعة الباقيين عايشين… هفضل أدعي لحد آخر نفس."

وفي يوم 16 أغسطس 2008، الدنيا قامت على رجل واحدة في مستشفى الشاطبي بالإسكندرية. غزالة داخلة عملية قيصرية طارئة، والدكاترة قلبهم بيخبط من القلق، لكن فجأة... صوت بكاء يملأ المكان! واحد... اتنين... تلاتة... سبعة!

غزالة ولدت 4 أولاد و3 بنات أحياء ، معجزة من السماء! الأوزان ما بين كيلو ونص واتنين ونص، والدكاترة مش مصدقين. كانت تاني حالة في العالم كله تولد سبعة توائم أحياء!

غزالة فاقت من البنج وسألت بصوت واهي:


"عيالي عايشين؟" والدكتور ابتسم وقال: "كلهم بخير يا غزالة... دي معجزة ربنا."


غزالة عيطت، بس المرة دي دموع فرحة... دموع أم اتولدت معاها سبع مرات في يوم واحد.

بس الفرحة الكبيرة جابت وراها هم أكبر… إزاي هتربي سبعة أطفال وهي وجوزها مش قادرين يجيبوا أكل يومهم؟ وعدوها بمساعدات بسيطة: 1000 جنيه، لبن أطفال، كشف دوري... لكن ده ما يكفيش سبعة أنفاس ولا حتى يوم واحد من مجهودها.

كانت بتصحى وهي منهكة، وترضع، وتغير، وتطبخ، وتنضف، وتعيط، وتدعي... كل يوم بيعدي كان معركة. لكنها فضلت واقفة… أم مصرية أصيلة ما تعرفش كلمة “استسلام”.

والنهارده، في سنة **2025**… السبعة دول بقوا شباب في الثانوية العامة! أعمارهم 17 سنة، وغزالة بقت عندها 43 سنة وأم لعشرة! لكن رغم تعب السنين، وش التجاعيد، وضيق الحال… عينيها لسه بتلمع فخر لما تبص عليهم.


"أنا مش ندمانة على حاجة… دول أمانة ربنا، وكنت أتمنى بس يكون عندي اللي أقدر أساعدهم بيه يكملوا تعليمهم ويعيشوا بكرامة."

قصة "غزالة" مش بس حكاية نادرة في الطب، دي حكاية قلب أم ما استسلمش، وإرادة ست مصرية علمت العالم يعني إيه تضحية. غزالة مش بطلة فيلم... دي بطلة حقيقية، من طين الأرض، بس جواها نور من السماء