وزير الصحة الهندي: تجربة مصر في القضاء على «فيروس سي» مصدر إلهام للعالم

أشاد وزير الصحة والكيماويات والأسمدة في الهند جاجات براكاش نادا بالإنجازات الصحية التي حققتها جمهورية مصر العربية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن تجربة مصر في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) ومرض التراخوما تمثل نموذجًا عالميًا ملهمًا في مجال الصحة العامة، وتجسيدًا لرؤية قيادية واستراتيجية وضعت صحة الإنسان في صدارة أولويات التنمية.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الحوارية التي عُقدت على هامش المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة والتنمية البشرية في القاهرة، بحضور رئيس مجلس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي ونائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان والتنمية البشرية د.خالد عبد الغفار، وعدد من وزراء الصحة وممثلي المنظمات الدولية.
وفي مستهل كلمته، وجّه الوزير الهندي تحية تقدير إلى القيادة المصرية قائلاً: "أتقدم بخالص التهاني لدولة رئيس الوزراء ولنائب رئيس الوزراء على التنظيم الناجح للمؤتمر، وعلى الإنجاز التاريخي في القضاء على فيروس سي، وهو أحد أعظم النجاحات الصحية في العالم."
وأضاف أن مصر نجحت، بفضل رؤية قيادتها وجهود كوادرها الصحية، في خفض تكلفة علاج فيروس سي بنسبة 80% بحلول عام 2024، مما مكّن الملايين من الحصول على العلاج، وأحدث تحولًا نوعيًا في الصحة العامة.
كما نوّه نادا بتقدير منظمة الصحة العالمية (WHO) الذي أعلن خلو مصر رسميًا من مرض التراخوما، مؤكدًا أن هذا الإنجاز التاريخي يبرهن على التزام الحكومة المصرية بمكافحة الأمراض الوبائية وتحقيق العدالة الصحية.
وأشار الوزير إلى أن مصر تواصل العمل بجد لمكافحة الملاريا وتحسين خدمات الرعاية الصحية للمواطنين، رغم التحديات الاقتصادية، مؤكدًا أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الإدارة الحكيمة والإرادة السياسية الصلبة.
وتناول الوزير في كلمته عمق العلاقات بين مصر والهند، مؤكدًا أنها شراكة استراتيجية تقوم على الصداقة والتاريخ المشترك، وأن البلدين يتقاسمان أهدافًا واحدة تتمثل في ضمان إتاحة متساوية للرعاية الصحية لجميع المواطنين.
واستعرض نادا جانبًا من التجربة الهندية في التغطية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى أن الهند أطلقت برنامجًا وطنيًا يغطي نحو 420 مليون مستفيد، ويوفر دعمًا ماليًا سنويًا للأسر في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب إنشاء منصة رقمية تضم أكثر من 800 مليون حساب صحي لتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية.
كما أوضح أن الهند أطلقت في سبتمبر 2025 حملة وطنية امتدت لأسبوعين لتعزيز الرعاية الصحية الأولية للنساء والأطفال، تضمنت فحص 5.44 مليون سيدة حامل، والوصول إلى 9.3 مليون مريض بالأمراض المزمنة، واكتشاف سرطان الثدي والرحم لدى ثلاثة من كل ستة سيدات، مما ساعد في الكشف المبكر وتقليل معدلات الوفاة.
وأشار إلى أن هذه الجهود ساهمت في اكتشاف الأمراض السرطانية لدى 5.4% من المواطنين ضمن برامج الرعاية الشاملة، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس التزام الهند السياسي والاجتماعي بمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، مثلما فعلت مصر في تجربتها الرائدة مع فيروس سي.
وتطرّق الوزير إلى إنجازات بلاده في مكافحة شلل الأطفال، مشيرًا إلى أن الهند حصلت على شهادة من منظمة الصحة العالمية عام 2016 بعد إعلانها خالية من المرض منذ عام 2015، مؤكدًا أن هذه النجاحات في الهند ومصر تمثل قصتين متوازيتين للنجاح في الجنوب العالمي.
وفي ختام كلمته، عبّر الوزير عن امتنانه العميق لحفاوة الاستقبال في القاهرة، قائلاً: "تجربة مصر الصحية مصدر إلهام للعالم، وهي دليل على أن القيادة الرشيدة والرؤية الاستراتيجية يمكن أن تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الشعوب."
واختتم قائلاً إن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون مع مصر في مجالات الصحة الرقمية، والتطعيم، والتأمين الصحي، والرعاية الأولية، مؤكدًا أن التكامل بين التجربتين المصرية والهندية سيسهم في بناء نظم صحية أكثر عدالة واستدامة لشعوب الدول النامية.

