أكثر من 1500 مبنى في غزة سُويت بالأرض رغم بنود خطة ترامب للسلام

كشفت تقارير إعلامية دولية، من بينها تحقيق لشبكة بي بي سي فيريفاي، أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات هدم واسعة في قطاع غزة، دمر خلالها أكثر من 1500 مبنى منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير، في خطوة وصفت بأنها تناقض صريح لبنود خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة تحققت منها الشبكة قيام آليات وجرافات إسرائيلية بإزالة مبانٍ ومنشآت داخل مناطق تقع خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في القطاع، حيث تمت عمليات الهدم بشكل منظم ومتواصل منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ.
وفي تعليق رسمي، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن تلك الأعمال لا تشكل انتهاكًا لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن "تفكيك البنية التحتية للإرهاب جزء من التفاهمات الأمنية". لكنه لم يوضح أسباب غياب أي إشراف دولي على هذه العمليات كما تنص عليه خطة ترامب.
وتشير الخطة، في بندها الثالث عشر، إلى ضرورة تدمير الأنفاق والمنشآت العسكرية في غزة تحت مراقبة دولية مستقلة لضمان الالتزام بالاتفاقات، غير أن مراقبين أكدوا أن إسرائيل نفذت عملياتها دون أي رقابة من هذا النوع.
وفي هذا السياق، وصف الدكتور إتش. أيه. هيلير، الزميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، ما يجري بأنه "انتهاك واضح لوقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن واشنطن "تغض الطرف عن الخروقات الإسرائيلية وتواصل الحديث عن هدنة مستقرة رغم الأدلة الميدانية".
كما شدد أستاذ القانون الدولي في جامعة روتجرز عادل حق على أن "تدمير الممتلكات المدنية من قبل قوة احتلال يعد خرقًا لقوانين الحرب"، مضيفًا أنه "من غير المبرر تنفيذ مثل هذه العمليات خلال فترة هدنة يُفترض أن تهدف إلى تثبيت السلام".
وحذّر الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات من أن استمرار سياسة الهدم الإسرائيلية "يهدد بخنق فرص السلام ويخلق واقعًا جديدًا يصعب التراجع عنه"، مؤكّدًا أن "تأخر الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق يعمّق الشكوك حول نوايا تل أبيب حيال مستقبل التهدئة".
وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من انهيار وقف إطلاق النار الهش، وسط دعوات دولية لمساءلة إسرائيل عن الانتهاكات المتكررة التي قد تقوّض أي مسار جاد نحو تسوية دائمة في غزة.

