الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : نحن أمه عظيمه لذا فالننتبه لمن يحاولون طمس معالم الحقيقه .

أفرزت أجواء الانتخابات البرلمانيه ، أسوأ مالدينا حيث التطاحن والتشاحن والتطاول والهزل الذى عمقه منظومة مرشحى الباراشوت ، دون وضع أي إعتبار لإحترام إرادة الشعب ، في نفس الوقت أخرجت أعظم مايتمتع به كثر من أبناء الوطن من قيم ومبادئ وأخلاقيات ، هؤلاء الذين بح صوتهم ليفهم الناس أهمية التمسك بالمبادىء ، والتعايش مع الأخلاقيات ، وتجنب الهزل الذى وصل للعمليه الإنتخابيه ، وكشف النقاب عن المردود المؤلم لتلك الحاله من الهزل ، وترسيخ اللامعقول واللامفهوم واقعا في حياتنا ، دون كلل أو ملل لعل الله يلهم المسئولين الصواب ويدركوا خطورة مانحن فيه من أجواء دراماتيكيه غير مقنعه حتى لطفل صغير ، أفسدت واقعنا السياسى .
عظم ذلك هذا التردى الذى يتعايشه الآن كل المجتمع ، والصدمه فى الأشخاص تأثرا ببعض تصرفاتهم على مستوى التعامل الشخصى حتى وإن حققوا نجاحات فى مجال عملهم ، الأمر الذى يتطلب منا الإستمرار في تقديم النصيحه ، والإصرار على توضيح الأمور ، وبذل الجهد في ترسيخ الحقيقه ، تلك الحقيقة التى لابد وأن نعترف بها إذا أردنا تغييرا حقيقيا لهذا الواقع الأليم ، والمرير ، والذى يؤكد تلك الحقيقه أنه لايكاد يمر يوما واحدا إلا ونصبح على كارثه بشعه تتعلق بحياة الناس ، يرتكبها للأسف الشديد مصريين فى حق إخوانهم المصريين ، وذلك بلا خجل ، أو حياء ، أو خوف من رب العالمين سبحانه ، أو نجد متخصص فى مجال صناعى ، او متصدرين للمشهد السياسى ، أو الحزبى ، أو الإنتخابى ، يصدر كل منهم إبداعا غير مسبوق لكنهم يفتقدون لأسلوب الخطاب ، وعمق التواصل ، وآلية الحوار ، وقيمة تقدير الناس وتوقيرهم .
بالقطع لا أعنى بطرحى هذا كل الناس لأن عموم المصريين بخير الطبقه المتوسطه المكون الرئيسى للمجتمع ، وبعض متصدرى المشهد السياسى والوظيفى والمجتمعى ، جميعهم لديهم إحساس بالمسئوليه ، ومعهم بالقطع أيضا شرفاء كرام أصحاب مبدأ يرفضون أى محاوله للعبث بقيمهم الأخلاقيه ، وقيمة وطنهم يبقى عليهم أن يتصدوا ولو بالنصيحه والتصويب إلى النفر القليل خاصة متصدرى المشهد الإنتخابى وحوارييهم الذين إنعدم لديهم الإحساس ، وأحدثوا ضجيجا حتى أوهموا الجميع على غير الحقيقه أنهم كثر وأنهم الصدق نفسه ومن دونهم رعاع .
أشعر بالخجل وانا أعرض واقع الحال فى وطننا الغالى الذى عشقته عشق المحبين ، وماتمنيت العيش بعيدا عنه لحظة واحده ، وما كنت أظن أنه سيأتى اليوم الذى أصدم فيه كل يوم فى شخص تأثرا بطريقته أو إنزعاجا من أسلوبه ، أو تعجبا من نمط تفكيره ، الأمر الذى يراود البعض فيه بين الحين والحين هاجس الرحيل عنه ، أو أتصور أننى أتعايش مع مأساة البعض من أهالينا البسطاء ورقيقى الحال ، وتتعمق المأساه عندما أضطر إلى طرحها لعلنا ننتبه ، ولعل من أعنيهم ينتبهون أيضا أنهم فى حاجه لمراجعه مع النفس ، وقد يقسو قلمى حينا ، ويبتهج ببعض الأشخاص أحيانا تأثرا بجميل صنيعهم بالمجتمع ، لكن عذرى أننى أريد أن أفتح الجرح بمشرط محب لتطهيره من الشوائب ليكون صالحا للأجيال القادمه .
أبدا ليس هذا الطرح منطلقه تحقيق مجد شخصى ، أو ترسيخا للذات ، أو تصفية للحسابات ، وليس أبلغ دليل على ذلك أننى لست طرفا فى المعركه الإنتخابيه بعد تمسكى برفض خوضها تحفظا على مجرياتها عمق ذلك ماشابها ، يضاف إلى ذلك أننى إبن جيل لايحق للمنتمين له أن يقدموا تنازلات ، أو يرسخوا للنفاق ، خاصة وأن جميعنا لم يعد لنا طموح فى أى شيىء سياسى كان أو حتى مجتمعى ، بعد أن حقق معظمنا كل غاياته وأهدافه من مكانه رفيعه ، وحياة مجتمعيه تتسم بالإستقرار ، والأهم أن كل من فيه اصبحوا فى خريف العمر ، ينتظرون لقاء رب كريم ، لذا أتمنى أن ينتبه الغفلى ، وتستيقظ الضمائر التى غيبت من داخلها عن واقع الحال وعن عمد فتفاقم الورم السرطانى ، وإستشرى ، وأصبح فى حاجه لإستئصال ، وأبدا لا يمكن أن يكون هذا الطرح منطلقه شماته ، أويحركه أمنيات سيئة ، بل محاولة لإبعاد هذا الواقع المؤلم من حياتنا ، أو لعلنا نحيى هذا الكيان العظيم للدولة المصرية مرة أخرى من جديد ، وستظل قناعتنا راسخة بأن مصر تاجا على كل الرؤوس رغم الترديات ، وأن الوطن ملاذا للجميع فخر وعزه وشرف رغم المعاناه المعيشيه لكل الناس .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

