بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

المستشار محمد سليم يكتب : السيسي وصناعة السكر.. نحو شركة قابضة تحقق الاكتفاء الذاتي

المستشار محمد سليم
-

من يتأمل في مسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه قيادة الوطن، يدرك تمام الإدراك أن هذا القائد الاستثنائي جعل من النهضة الصناعية والزراعية مشروع عمره، فكان همه الأول هو بناء دولة قوية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المحاصيل والمنتجات الاستراتيجية، وعلى رأسها قصب السكر، ذلك المحصول الذي يمثل شريان حياة لأبناء الصعيد وركيزة أساسية للاقتصاد المصري.

وفي هذا الإطار، أرى – ومن واقع خبرتي وما حصدته من معايشة طويلة مع أبناء الصعيد – أن الوقت قد حان لإنشاء شركة قابضة لصناعة قصب السكر تكون المسؤولة الأولى عن هذا المحصول الحيوي من الزراعة حتى التصنيع والتسويق. شركة وطنية تضم تحت مظلتها جميع مصانع السكر في مصر، وتعمل برؤية موحدة تهدف إلى التطوير والإنتاج والتصدير، ويترأسها من هم أهل الخبرة والمعرفة من أبناء هذه الصناعة العريقة. بهذه الخطوة يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض الأسعار بما يعود بالنفع المباشر على المواطن المصري، ويضمن استدامة التنمية الاقتصادية في الصعيد.

لقد أثبت الرئيس السيسي في كل قراراته أنه قائد يعرف قيمة الإنتاج الوطني، ويؤمن أن الأمن الغذائي هو صمام الأمان الحقيقي للدولة. ومن هذا المنطلق، جاءت توجيهاته المتواصلة لدعم الزراعة، وتحديث نظم الري، وإنشاء مصانع حديثة لتصنيع المنتجات الزراعية داخل مصر، حتى لا نكون مجرد دولة مستهلكة، بل دولة تصنع وتُصدّر وتنافس.

وصناعة قصب السكر من الصناعات التي تحتاج إلى نظرة شاملة، فهي لا تتعلق فقط بإنتاج السكر كمادة غذائية، بل تمتد إلى عشرات الصناعات الأخرى مثل العلف، والمولاس، والكحول، والطاقة الحيوية، وهو ما يجعلها صناعة استراتيجية بكل المقاييس. والرئيس السيسي، بعقله الواعي وحرصه على مستقبل الأجيال القادمة، يدرك جيدًا أن تطوير هذه الصناعة هو تطوير لقطاع كامل من الاقتصاد الوطني.

إن أبناء الصعيد يعرفون جيدًا فضل الرئيس السيسي عليهم، فقد كان أول من مدّ يده إليهم بعد سنوات طويلة من التهميش، ليعيد إليهم الأمل والمكانة. وما تشهده محافظات الصعيد اليوم من طرق ومناطق صناعية ومشروعات زراعية ضخمة هو خير شاهد على أن العدالة التنموية أصبحت واقعًا حيًا في ظل قيادته.

لذلك فإن إنشاء الشركة القابضة لقصب السكر لن يكون مجرد خطوة اقتصادية، بل هو قرار وطني يعزز الأمن الغذائي، ويحقق التنمية المستدامة، ويكرّس لمفهوم الدولة المنتجة القادرة على تلبية احتياجات شعبها من أرضها وعرق أبنائها.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود اليوم ملحمة بناء شاملة لا تقتصر على المشروعات الكبرى فقط، بل تمتد إلى كل ما يمس حياة المواطن اليومية. فدعمه للفلاح والعامل والمستثمر هو دعم للمستقبل ذاته، ومستقبل مصر لن يُبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين يؤمنون بفكر القيادة ويعملون على تحويله إلى واقع.

تحية تقدير واعتزاز لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من صناعة قصب السكر رمزًا جديدًا للإنتاج الوطني، ومن فكرة الشركة القابضة طريقًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليبقى دائمًا القائد الذي لا يعرف إلا البناء والعطاء من أجل رفعة هذا الوطن العظيم.