الخطة الخمسية الـ15.. الصين تراهن على الحزام والطريق لإعادة رسم مستقبل التعاون الدولي

كشفت الصين عن الخطوط العريضة لخطتها الخمسية الـ15 (2026-2030)، التي تمثل مرحلة حاسمة نحو تحقيق التحديث الاشتراكي بحلول عام 2035، مع التأكيد على الدور المحوري لمبادرة الحزام والطريق كمنصة رئيسية للتعاون الدولي، وفقاً لتقرير صادر في نوفمبر 2025 عن مركز الأبحاث الوطني الرفيع المستوى التابع للمعهد المركزي لتاريخ وأدبيات الحزب الشيوعي الصيني ومركز الأبحاث الوطني الرفيع المستوى لوكالة شينخوا للأنباء.
وأكد التقرير أن مبادرة الحزام والطريق أصبحت على مدار 12 عاماً منذ طرحها "أكبر ومنصة التعاون العالمي الأوسع انتشاراً في العالم، حاملة تطلعات السلام والتنمية لشعوب أكثر من 150 دولة".
وأوضح أن المبادرة "أثبتت نفسها كمسار نحو شراكة أكبر وفرص وازدهار للصين والدول الأخرى المشاركة"، مشيراً إلى إنجاز عدد من المشاريع الرئيسية الكبرى مثل سكة حديد الصين-لاوس، وسكة حديد جاكرتا-باندونغ عالية السرعة، وميناء تشانكاي، وسكة حديد مومباسا-نيروبي، إلى جانب خدمات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي أكملت أكثر من 110 ألف رحلة.
وأشار التقرير إلى أن الصين ستواصل في فترة الخطة الخمسية الـ15 تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار المبادرة من خلال "تنفيذ الخطوات الثماني الكبرى لعصر جديد من التعاون في الحزام والطريق، والمضي قدماً في كل من المشاريع الرئيسية الكبرى والمشاريع الصغيرة والجميلة المتعلقة بالرفاه العام".
خطة إستراتيجية لمرحلة حاسمة
أقرت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، المنعقدة في أكتوبر 2025، توصيات صياغة الخطة الخمسية الـ15 التي وصفها البيان الختامي بأنها "حاسمة حيث تعمل البلاد على تعزيز الأسس والمضي قدماً على جميع الجبهات نحو تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي بحلول عام 2035".
وأوضح التقرير أن هذه الخطة تأتي كحلقة وصل بين الخطة الخمسية الـ14 (2021-2025) التي تمثل المرحلة الأولية، والخطة الخمسية الـ16 (2031-2035) التي تؤمن النصر الحاسم.
إنجازات ملموسة خلال الخطة السابقة
سجلت الصين خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 إنجازات استثنائية، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي عتبات 110 و120 و130 تريليون يوان، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 140 تريليون يوان بحلول عام 2025 بمعدل نمو سنوي 5.5%.
كما ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى 13,445 دولاراً، مما يضع الصين بين الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى. وقفزت الصين في مؤشر الابتكار العالمي من المرتبة 34 عام 2012 إلى المرتبة 10 عام 2025، حيث بلغ إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير 3.6 تريليون يوان بكثافة استثمار بلغت 2.68% من الناتج المحلي الإجمالي.
ستة مبادئ وسبعة أهداف رئيسية
حددت اللجنة المركزية ستة مبادئ توجيهية للخطة الجديدة هي التمسك بالقيادة الشاملة للحزب، ووضع الشعب أولاً، والسعي لتحقيق التنمية عالية الجودة، وتعميق الإصلاح بشكل شامل، وتعزيز التفاعل بين السوق الفعال والحكومة الجيدة الأداء، وضمان التنمية والأمن معاً.
أما الأهداف الرئيسية السبعة فتشمل: إنجازات كبيرة في التنمية عالية الجودة، وتحسينات جوهرية في الاعتماد الذاتي العلمي والتكنولوجي، واختراقات جديدة في تعميق الإصلاح، وتقدم ثقافي وأخلاقي ملحوظ، وتحسين نوعية حياة الناس، وخطوات كبرى في مبادرة الصين الجميلة، وتعزيز درع الأمن القومي.
محرك للنمو العالمي والمبادرات الأربع
أكد التقرير أن الصين ستواصل دورها كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي، حيث تساهم بحوالي 30% من النمو الاقتصادي العالمي سنوياً، وأصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 150 دولة ومنطقة.
وسلط التقرير الضوء على المبادرات الصينية العالمية الأربع التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ: مبادرة التنمية العالمية (2021) لتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030، ومبادرة الأمن العالمي (2022) لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات الدولية، ومبادرة الحضارة العالمية (2023) لتعزيز احترام الثقافات المتنوعة، ومبادرة الحوكمة العالمية (2025) لتوجيه إصلاح نظام الحوكمة العالمية.
التزامات خضراء وتعاون دولي
في مجال التحول الأخضر، أعلن الرئيس شي جين بينغ في قمة الأمم المتحدة للمناخ في سبتمبر 2025 أن الصين ستخفض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 7 إلى 10% من مستويات الذروة بحلول 2035.
وأشار التقرير إلى أن الصين أصبحت تصنع أكثر من 70% من بطاريات الليثيوم العالمية، و70% من وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و60% من معدات توربينات الرياح.
رؤية 2035 ومستقبل مشترك للبشرية
اختتم التقرير بالتأكيد على أن تحقيق أهداف الخطة الخمسية الـ15 سيمهد الطريق لتحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي بحلول 2035، حيث "ستكون قوة الصين الاقتصادية وقدراتها العلمية والتكنولوجية والدفاعية والتأثير الدولي أقوى بشكل ملحوظ، وسيكون نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على قدم المساواة مع دولة متقدمة متوسطة المستوى".
وأكد التقرير أن الصين "ستواصل بناء مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية"، ناقلاً عن الرئيس شي جين بينغ قوله: "احتضان الصين هو احتضان الفرص، والإيمان بالصين هو الإيمان بغد أفضل".

